حكاية 25

178 10 0
                                    

-"للأسف نتيجة التحاليل بتقول إنّه عنده سرطان ف المُخ، والحالة متأخرة جدًا، أنا آسف، بس هو قُدّامه أقل من سنة ويموت"..
="آدم مش هيموت يا دكتور، إنت سامع؟! مش هيموت، أنا مش هسمحله إنّه يموت!!"

لسّة فاكر أول يوم شُفتِك فيه، كُنت قاعد ف المُحاضرة زهقان ومش سامع الدكتور، كانت مُحاضرة سخيفة، لحد ما خبّطتي ع الباب برّاحة ودخلتي، شُفت بنت جميلة، عاملة شعرها ديل حُصان ولابسة نضّارة نظر واكلة نُص وشّها، غمّازاتك كانت باينالي من آخر المُدرج، وعينيكي كانت تايهة ومش مركزة، الدُكتور هزّقك عشان جيتي متأخر ومهتمش يسمع أعذارِك، كان دكتور سخيف، بس سمحلِك تُدخلي ف الآخر، فضلتي تدوّري على مكان تُقعدي فيه لحد ما رجليكي جابتك لآخر المُدرج، وقعدتي قُريّب منّي، طلّعتي نوتة وقلم، عدلتي نضارتك، وابتديتي تكتبي ورا الدكتور ف اللحظة اللي قام فيها وقال..

-"كده يبقى أنا خلّصت الجُزء التمهيدي من المُقرر، ودلوقتي هنبدأ نستعرض بعض الفقرات المُهمّة ف الكتاب، اللي مجابش الكتاب يقوم يُقف"

لقيتِك فجأة اتلخبطتي ووشّك احّمر، كُنتِ ناسية الكتاب للأسف، الدكتور فضل واقف وبيدوّر بعينيه على اللي ناسيين الكتاب، محدش قام وقف لإن الكُل عارفين إن ده دكتور سخيف، ف الكُل جاب الكتاب، ماعدا انتِ، استسلمتي لمصيرِك وقررتي تقومي تُقفي، وقبل ما تقومي بلحظة، لقيتني بزُق كتابي ناحيتِك، استغربتي من رد فعلي وكُنتِ هتقولي حاجة، بس اتأخرتي كتير، لإنّي كُنت خلاص قُمت ووقفت بدالِك، حبيت أعمل حركة الجدعنة دي عشان أقدر أتعرف عليكي بعد كده، وقُلت لنفسي يعني هو الدُكتور كبيره هيعمل إيه؟! هيهزقني شوية وبعدين يقعدني، أو هيُطردني بره المُحاضرة مثلًا، فداها بصراحة..
لقيت الدُكتور بيقولي..

-"اسمك ثُلاثي لو سمحت؟!"
="آدم، آدم محمود جلال الدين يا دُكتور، أنا آسف والله بس أنا..."
-"حضرتك محروم من أعمال السنة، اتفضل أقعد!"

لبست مش كده؟! فضلنا 3 ساعات أنا وانتِ واقفين على باب مكتب الدُكتور، "انتِ طلعتيلي منين حرام عليكي يا شيخة!!"، "اسمي نغم على فكرة، وبعدين وأنا مالي ما إنت اللي حبّيت تعمل فيها جدع"، "مش أنا، دي إيدي دي، إلهي كُنتِ تتشلي"، ضحكتِ بصوت عالي وفضحتينا ف القسم، لحد ما الدُكتور طلعلنا، فضلت أتحايل عليه ما يحرمني من أعمال السنة، وانتِ حكيتيله إن الكتاب أصلًا بتاعي، وإنّك مكُنتيش تعرفي إنّك لازم تجيبيه لإنّك أول مرة تحضري، وبعد فقرة من الإلحاح والذُل والهوان وافق الدُكتور وعدّى الموضوع، بس قرر ينهيه بسخافة وقال..

-"أنا هعدّي الموضوع عشان حركة الجدعنة اللي إنت عملتها دي، بس لو ربنا وفقكوا وقررتوا تتجوّزوا متنسوش تعزموني على فرحكوا، ماشي؟!"

اتكسفتي جدًا وبصّيتي ف الأرض، وأنا ضحكتله ضحكة سمجة وقُلتلِك "يلا نمشي قبل ما يرجع ف كلامه"، بُصّي هو صحيح كان دُكتور سخيف، بس ع الأقل كان سبب إنّي اتعرفت عليكي، على أجمل وأقوى بنت ف الدُنيا..

حكايات للكاتب " إسلام شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن