حكايات للكاتب " إسلام شاهين"

جميلة و عُمر 2

*مايو ٢٠١٦*

-لقيت "جميلة" ف أصعب وقت عدّى عليّا ف حياتي، خناقات مع أمّي كُل شوية، الشُغل عمال يتراكم عليّا، آخر سنة ف الكُليّة ومش لاقي وقت أذاكر وخايف أعيد، الدُنيا كانت عمّالة تضيق وفجأة، قابلت "جميلة"، معرفش امتى بقينا بنتكلم كتير ع الواتس، ونضحك طول الليل مع بعض، معرفش امتى اتعودت أكلمها ع الموبايل كُل ما أقلق عليها أو تغيب، حاجة جوايا غريبة بتخليني عايز أشوفها كُل فترة، بتوحشني، بستريح وهيّ موجودة، وبضحك بجد من قلبي، معقولة أكون......؟!

-بيحبني؟! لأ لأ أكيد لأ، حُب إيه وبتاع إيه بس، هو أنا كُل ما حد يقولي كلمتين حلوين ويبين شوية إهتمام يبقى خلاص كده بيحبني؟! وبعدين أنا المفروض أبقى حرّمت بعد ما الحقير إياه ده سابني بالطريقة القذرة دي، المفروض إنّي دلوقتي أعقل وأنضج و...... بس "عُمر" زميلي من زمان، وأكيد مش هيبقى قاصد يئذيني يعني، وبعدين، وبعدين أنا بحس معاه احساس مُختلف، بحس إن وجودي فارق معاه وإنّه بينبسط بجد وإحنا مع بعض، مش زي الفرفور التاني اللي كان بيخرج عشان نتصور وينبسط هو ويغيظ صحابه، أنا كمان ببقى مبسوطة وأنا مع "عُمر"، هو إحساس غريب ومش عارفة أوصفه، بس أنا مصدقاه، ياترى بقى أنا ببالغ ولا "عُمر" هيعملها فعلًا وهييجي يقولي إنّه.......

*أغسطس ٢٠١٦*

-"بحبّك!!"
-"إيه؟! عُمر إنت فاجئتني!! إحنا بقالنا كام شهر بس مع بعض يعني، لحقت تحبّني امتى!!"
-"أنا آسف أنا عارف إنّي استعجلت، بس مش هقدر أصبر أكتر من كده، انتي مش عارفة أنا جوايا إيه، كُل مرة كُنت بكتشف فيكي حاجة جديدة كان بيتولد جوايا إحساس جديد بضطر أخبّيه وأكتمه عشان ميطلعش، زي مثلًا لمّا قُلتيلي إنّك مبتحبيش تضحكي جامد عشان ضرس العقل عندك بيبان، ف بقيت ف كُل مرة بضحّكك بشوفه، واتأكدت إنّك بتبقي على طبيعتك معايا، زيّ لمّا بتسمعي مزّيكا حلوة ف تركزي جامد وتفضلي فاتحة بُقّك لحد ما تخلص، زيّ لمّا ف كُل مرة بتاكلي أكلة جديدة وبتعجبك بتغمضي عينك وبتسرحي وكأنّك بتمثلي إعلان شيكولاتة، وزيّ الابتسامة اللي مش بتبتسميها لأي حد غيري كُل مرة بقولك إن شكلك حلو أوي انهارده، أنا آسف بس كان لازم أقول وإلّا كُنت هفرقع، كان لازم أقول وإلّا كُنت....
-أنا كمان بحبّك يا عُمر..
-إيه؟! بجد؟!"
-إنت بجد بتسأل؟! إوعى تفتكر إني مش باخد بالي من كُل حاجة بتعملها ومن إهتمامك بتفاصيلي اللي مبتخلصش، باخُد بالي على فكرة لمّا بنُقعد نقرا سوا إنّك كُل ٥ دقايق بتبص عليّا، عشان كده أنا دايمًا بخلّص قبلك، باخُد بالي إنّك بقيت بتاكُل الأكل اللي أنا بحبّه وبتنزل الأماكن اللي أنا بروحها حتى لو لوحدك، مش عشان تبهرني وكده، لأ عشان إنت فعلًا حبيتهم لمّا حبيتني، باخُد بالي لما بتركب جنبي ف أي مواصلة إنّك بتضم رجلك وإيدك وبتحاول ميحصلش بينا أي احتكاك، باخُد بالي من حاجات كتير يا عُمر، حاجات خلتني أحس إنّي مع راجل بيحبني بجد وبيخاف عليّا وبيعشق كُل تفاصيلي، قولي طيب إزاي مكنتش هحبّك وإنت بتحبني بالشكل ده؟!"