ولد صالح *3 *

239 13 1
                                    

-"يبني اقصر الشر ورُد على مراتك، ده انت بقى لك أسبوعين مكلمتهاش!"

بصّيت لأمّي من غير ما أرُد، وبعدين ودّيت وشّي الناحية التانية وأنا بتنهّد في ضيق، بقى لي أسبوعين قاعد في بيت أبويا وأمي وسايب "رضوى" في البيت لوحدها، بكلم جارتنا الست "فوقية" كُل كام يوم كده عشان تطمّني عليها، ومنبّه عليها ما تجيبلهاش سيرة إنّي بكلمها، كُل ما بفتكر إن البيت مُمكن يكون ناقصه حاجة بكلم "عطوة" بوّاب العمارة وبخليه يشتري لـ"رضوى" الحاجة، أصل يا عيني "رضوى" في وضع صعب، معاها طفل ولوحدها تمامًا، محتاجة ترضعه وتغير له وتأكله وتشربه، محتاجة تراعيه وأكيد مش عارفة تنزل تجيب له طلباته ولا قادرة تروح الشُغل، كُل الأفكار دي كانت بتيجي في دماغي وأنا قاعد عند أبويا وأمّي ماهو في النهاية أنا مش حجر! عندي مشاعر وبحب مراتي وبخاف عليها، وعاهدت نفسي يوم ما اتجوزتها إنّي مش هخليها محتاجة حاجة أبدًا، بس في نفس الوقت مش قابل اللي هي عملته ده، الجواز شراكة واتفاق، ولازم احنا الاتنين نكون متفقين على نفس الشيء قبل ما نعمله، لكن هيّ حطّتني قُدّام الأمر الواقع وتمسّكت بالولد وكأنّها بتقول لي ده اللي عندي وإذا كان عاجبك، واخبط راسك في الحيط، وكأنّها بتقول لي .. إن الولد ده أغلى عندها منّي!
بصّيت للموبايل اللي كان بيرن واسمها اللي كان ظاهر على الشاشة، قفلت عليها وبعدين بصّيت لأمّي وقُلت لها:

-"لا يا ماما مش هرُد عليها، هرُد أقول إيه؟! إنّي موافقها عاللي هي عملته؟! ولا إنّي مش راضي باللي حصل وكُل حي فينا يروح لحاله؟! أرُد ليه يا ماما وأنا عارف إنّها مش هتتخلى عن الولد!"
-"يا حبيبي ماتنشفش دماغك كده الله؟! أنا كمان مش موافقاها على اللي هيّ عملته ولا على الكلام اللي قالته، بس دي ست يا حبيبي، قلبها رهيّف، ماتقدرش ترمي الواد كده بعد ما جالها لحد عندها"
-"هو أنا بقول لها ترميه في الشارع يا ماما؟! ده أنا بقول هنودّيه لمركز رعاية مُحترم، وهُمّا هيراعوه أحسن مننا"
-"بقى بذمتك انت مصدّق نفسك؟! مراكز الرعاية اللي بتتكلم عنها دي بتستغيث من كُتر الأطفال اللي عندها، وما بتصدق تلاقي أب وأم كويسين ييجوا يكفلوا لهم عيل من اللي عندهم، تقوم انت تيجي تقول لي هيراعوه أحسن منكوا؟! حازم يا حبيبي، انت ابني، يعني أنا عاجناك وخابزاك وحافظاك كويس، انت مُصمم عاللي في دماغك عشان انت عايز تخلّف يا ضنايا"

ارتبكت للحظة، وبعدين ردّيت عليها:

-"طب وافرضي يا أمي؟! هو ده مش حقي؟! هو أنا لمّا أعوز أخلّف ابقى كده ارتكبت جريمة!!"
-"حقّك يا حبيبي ماقولناش حاجة، بس البنت لسّه مصدومة يا حبّة عيني، اللي شافته برضو مش قُليل"
-"وأنا عارف ومقدر والله وكُنت شايلها فوق راسي، وجيت على نفسي في حاجات كتير وربنا يعلم"
-"وإيه اللي جد بقى يا أخويا؟!"
-"إيه اللي جد؟! يا ماما بقول لك الولد هايـ..."

فجأة لقيت أبويا خارج من أوضته وهو بيوجه كلامه ليّا وبيقول:

-"الولد مش هيمنع خلفتكوا يا حازم، لو ربنا رايد لكم إنكم تخلفوا، مافيش قوة في الدُنيا هتُقف قُدام إرادته، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كُن فيكون، صدق الله العظيم"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 11, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حكايات للكاتب " إسلام شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن