ولد صالح 1

507 9 0
                                    

-"ودلوقتي، أستاذ حازم هيعرض لحضراتكم الخطة التسويقية المُقترحة عشان نعدّي من الأزمة اللي بتمر بيها الشركة، اتفضل يا حازم"

لقيت مُديرتي بتبُص لي وهي بتبتسم بعد ما قالت الجُملة الأخيرة، حسّيت إن قلبي بيرتجف بمُجرد ما سمعت اسمي، طول عُمري بعاني من الحالة دي، الخوف من التحدث قُدّام الناس، مش فاكر ابتدت تيجي لي امتى بالظبط، يمكن لمّا بابا كان بينده عليا وهو متعصب، وقت ما كان بيتكعبل في لعبة نسيتها على الأرض وبتوجع له رجله، كُنت بعرف وقتها إنّه هيعاقبني وهيضربني، ويمكن لمّا كان المستر بيقول اسمي في الحصة عشان أقوم أجاوب، قلبي كان بيرتجف برضو حتّى لو كُنت عارف إجابة السؤال، زمايلي في الفصل كانوا بيبصوا لي وهُمّا بيضحكوا من تحت لتحت وكأنّهم حاسّين إنّي هتلخبط وهحرج نفسي، زيّ الحيوان المُفترس اللي بيُلقط ريحة الخوف وبيستمتع بتعذيب فريسته قبل ما ياكُلها، أو يمكن الحكاية دي بدأت معايا مع أول مرة اتكلمت فيها مع بنت، واكتشفت بعد كده إن قلبي بيرتجف وبتلخبط لمّا بتكلم مع أي بنت مهما كانت، مش قادر أحدد بالظبط، بس الأكيد إن الحالة دلوقتي واصلة معايا لذُروتها، حاولت أهدّي نفسي واتنهدت بعُمق وأنا براقب أعضاء مجلس الإدارة اللي بيبصوا لي بتحفّز، وكأنّهم مستنييني أغلط عشان يعاقبوني، قُمت من مكاني وأنا حاسس بعيون زمايلي بتلاحقني، وكأنّهم مُنتظرين إنّي أتلخبط عشان يضحكوا عليا ويشمتوا فيّا، وقفت عند مُقدمة ترابيزة الاجتماعات وبقيت في مُواجهتهم كُلّهم، وعيني جت في عين مُديرتي اللي كانت .. بنت! ده انتوا لو قاصدين مش هتعملوا فيّا كده ..
الدنيا كانت حر وقطرات العرق ابتدت تنزل على جبيني، مع إن التكييف كان شغّال على 18، غمضت عيني للحظة، وحاولت أطمّن نفسي، "استهدى بالله يا حازم"، قلت لنفسي، "انت شغّال على الخطّة دي بقالك شهرين وزيادة، ماتجيش تضيّع تعبك كُلّه في الآخر عشان مُشكلة عبيطة زيّ دي، خليك واثق في نفسك كده، انت مش أقل من أي حد في اللي قاعدين دول، بالعكس، انت بخطتك دي مُمكن تنقذ الشركة من خطر داهم بيهددها، ومش بعيد لمّا الخطّة تتنفذ وتنجح يرقّوك وتبقى أسرع حد اترقّى في الشركة من ساعة ما بدأوها، أيوة، كُلّه هيبقى تمام، كُل حاجة هتبقى كويسة"..

-" آآآآ .. مساء الخير .. أنا .. أنا حازم سعد الدين، شغّال في قسم التسويق و .."

إيه لازمتها المُقدمة دي يا "حازم" بس!! هو انت جاي تتقدم لبنتهم!! ما هُم عارفينك وعارفين انت مين، خُش في الموضوع على طول قبل ما تضحّك حد عليك!!"

-"مافيش شك إن .. إن الأزمة اللي بتمُر بيها الشركة سبّبت خساير كتيرة أوي، والخساير دي بتُحتم علينا إننا ندرس مُتطلبات السوق كويس قبل ما .."

فجأة، لقيت موبايلي بيرن! وابتدوا يبصوا لي باستغراب! أنا متعوّد أعمل موبايلي سايلنت في أي اجتماع بحضره في الشركة، بس فيه رقم واحد بس حاطّه على قايمة الطوارئ، عشان موبايلي يرن لمّا يكلمني حتّى لو كُنت عامله سايلنت، رقم "رضوى"..
مراتي..
اتلخبطت طبعًا وطلّعت موبايلي بسُرعة وقفلت عليها، مش عارف إزّاي بتكلمني مع إنّها عارفة إنّي عندي اجتماع مُهم دلوقتي، كُنت لسّه هقفل الموبايل خالص وأعتذر لهم على اللي حصل، لكنّي لمحت على شاشة الموبايل رسالة مبعوتة من "رضوى"..
رسالة بتقول فيها..

حكايات للكاتب " إسلام شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن