حكاية 23

196 6 0
                                    

على ضفاف نهر النيل، وتحديدًا ناحية كورنيش أبو الفدا في الزمالك، كانت قاعدة على السور، وشّها لفُندق كونراد وأوركيديا مول، وضهرها لكازينو ريفر سايد، منطقته، اللي لمّا كان بيزعل منها كان بييجي يُقعد فيها عشان يصفّي دماغه شوية ويعرف يفكر، كانت قافلة النت وعاملة الموبايل على وضع الطيران، بس كانت مشغلة أغنية هُمّا الاتنين بيحبوها، أغنية منزلتش لعمرو دياب اسمها "مجاش الوقت"، غمضت عينيها وسرحت مع عمرو وهو بيقول، "في سر كبير هصارحك بيه..فُراقك شيئ بيضعفني"، ف اللحظة دي سمعت صوت خطوات بتقرّب منها، بس متخضتش لإنّها شمّت ريحة البيرفيوم بتاعه اللي بتعشقها وبتعرفها من مسافات، عملت نفسها مش واخدة بالها عشان تسمحله يفاجئها..

-"كُنت عارف إنّي هلاقيكِ هنا"

بصّتله ومبتسمتش، قفلت الأغنية وودّت وشها الناحية التانية، بعدين قالت بهزار:

="وأنا كُنت مستنياك، بس اتأخرت أوي، بقالي ساعتين على فكرة"..
-"اتأخرت؟! يعني إيه مش فاهم؟! أنا بكلمك من امبارح يا روان وانتي مبترديش! ده غير الرسايل اللي بعتهالك ومفتحتيهاش، روان أنا كُنت مرعوب! انتِ خلّتيني أنزل ألف عليكِ ف كُل الأماكن اللي رُحناها سوا، وبعدين فكّرت إنّك مُمكن تكوني جيتي هنا، طب انتِ عارفة لو مكُنتش لقيتِك هنا كان هيجرالي إيه؟!"

ابتسمِت بس خبّت ابتسامتها بإيدها عشان مياخدش باله، أصلها المفروض مضايقة منّه يعني، مينفعش تبان قُدّامه إنها مبسوطة من قلقه عليها، نط ع السور وقعد جنبها، بصّلها وقالها:

-"قوليلي بقى، مالك؟! في إيه من امبارح؟!"
="مفيش، مفيش حاجة يا هشام"
-"روان، من امتى وانتِ بتخبّي عنّي حاجة؟! دي مش عوايدك، اتكلمي يا حبيبتي، قوليلي إيه اللي مزعلك"..

اتنهدِت، سكتت شوية وبعدين قالتله:

="هشام هو إنت رجعت تتكلم مع ندى تاني؟!"

سكت لحظة وبعدين رد:

-"إيه اللي خلاكي تقولي كده؟!"
="إنّها عمّالة تكتبلك ع البروفايل بتاعك كُل شوية؟! إنّي كذا مرة أخد بالي وإنت معايا إنكوا بتبعتوا لبعض رسايل وبتتكلموا؟! إنّها بعتتلك دعوة لحفلة عمرو اللي جاية وشكلك كده ناوي تروح معاها!"
-"إيه يا بنتي في إيه! احنا بنتكلم عادي والله، وبعدين تعالي هنا، انتِ عرفتي منين إنّها بعتتلي دعوة للحفلة؟!"
="أنا بعرف كُل حاجة يا هشام، كُل حاجة عايزة أعرفها بعرفها، تمام؟!"
-"لأ مش تمام، لإنّك الظاهر كده مش عارفة إنّي بحبّك انتِ"
="وكُنت بتحبّها قبلي! إيه اللي يمنع إنك ترجع تحبّها تاني؟! مش يمكن تكون زهقت منّي وحنّيت لحُبّك القديم؟!"

سكت ومردّش، كان متضايق من كلامها ف ودّى وشّه الناحية التانية، ولمّا طوّل ف سكوته ابتدت تدمّع، خبطته ف دراعه وقالتله:

="إنت ساكت؟! برضه ساكت؟! برضه معندكش حاجة تقولها؟! "

زعّق فيها غصب عنّه:

حكايات للكاتب " إسلام شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن