حكاية وسط ناو *4*

264 7 0
                                    

الجزء الأول من الحلقة الرابعة:

-"تيتة، ازيّك يا تيتة، عاملة إيه يا أجمل تيتة في الدُنيا!"

لقيت تيتة بتبُص لي باستغراب من ورا نضّارتها الكبيرة، وبتراقبني وأنا بقفل باب الشقّة ورايا، وبتحرّك ناحيتها بخفّة، والابتسامة على وشّي قد كده..

-"اتعشّيتي؟! خدتي الدوا بتاعِك؟! إيه مش مشغّلة التليفزيون ليه؟! مش ده معاد المُسلسل اللي بتحبّيه؟!"
-"إيه يا رحمة في إيه؟! إيه الاهتمام والدلع ده كُلّه، مش عوايدِك يعني، ومش عوايدِك ترجعي بدري كده؟! قولي لي إيه اللي شقلِب حالِك كده!"

ضحكت بهزار، وبعدين قُلت لها:

-"إيه يا تيتة، هو أنا لو اتأخرت مش عاجب ولو جيت بدري مش عاجب برضو؟! أرضيكي إزّاي بس قولي لي؟!"
-"عايزة ترضيني؟! قولي لي كُنتي فين النهارده، وإيه اللي صحّاكي ونزّلِك الصُبح بدري؟! ده انتي مبتخرجيش في نور ربنا إلا في موسم الامتحانات بس!"

قعدت على الكُرسي اللي جنبها وأنا لسّه مُبتسمة، وبعدين قُلت بدلع:

-"كُنت في الأوبرا"
-"أوبرا! وانتي المقاطيع اللي تعرفيهم دول فيهم حد يعرف يدخلك الأوبرا؟!"

سكت وأنا باصّه لها بصّه ليها معنى، فهمتها على طول، لقيتها بتبتسم بلؤم وبتقول:

-"إيه ده بقااا؟! لأ أنا لازم أعرف"
-"عايزة تعرفي إيه يا تيتة؟!"
-"كُل حاجة، هو مين، اسمه إيه، حلو؟! ماهو لازم يكون حلو آه، عشان يخلّي عينيكي تلمع كده"
-"يا تيتة بقى بتكسف"

بتكسف، كلمة مكُنتش أتخيّل إنّي مُمكن أقولها في يوم، بصّيت في الأرض، في اللحظة اللي تيتة قالتلي فيها:

-"طب قولي لي على الأقل دخّلِك الأوبرا إزّاي؟!"
-"دخّلني عادي لإنّه بيشتغل هناك، بيعلّم الناس مزّيكا"

بصّيت ناحية صورة جدو، وبعدين قُلت:

-"زيّ جدو تمام، مش جدو كان بيحب المزّيكا برضو؟!"
-"بيحبّها بس؟! ده كان بيعشقها"

كانت باصّه للصورة بكُل الاشتياق اللي في الدُنيا في اللحظة دي، سرحِت للحظة، وبعدين لقيتها بتبُص لي وبتقول لي وهي بتضحك:

-"بس كان بيعشقني أنا أكتر"

ضحكت، وبعدين لقيتها بتسألني:

-"هتتقابلوا تاني؟!"

فضلت باصّه لها للحظة وأنا مش عارفة أرُد، وفجأة، لقيت موبايلي بيرن برسايل كتير جدًا، واكتشفت إنّه لسّه لاقط واي فاي حالًا، طلّعت الموبايل وفتحته، لقيت أكتر من عشر رسايل من صُحابي، "علي" و"ياسين" و"نورهان" وبقية الشلّة، وافتكرت إنّي كُنت قايلة لهم إنّي هعدّي عليهم في وسط البلد بليل، بصّيت في الساعة، كانت 9، ومن غير ما أفكّر كتير لقيتني بقول لتيتة:

حكايات للكاتب " إسلام شاهين"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن