إلتف الجميع حول مائدة العشاء الممتلئة بالأطباق الشهية كأنها أُعدت لاستضافة خاصة إلا أنه لم يكن هناك سوى بيرنارد ومارني، كذلك هيلدا ووالدتها
"هذا يدعني أود البقاء أكثر لا المغادرة في الصباح" صرّح بهذا بيرنارد وهو يخبرخالته كم يفتقد الاجتماعات العائلية
_جهزت ما يمكن أن تحتفظوا به لأيام عدة
استيقظت هيلدا منتصف الليل بعد أن دقّ أحلامها طيف والدها، أخذت تسير في أرجاء المنزل ولاحظت الأريكة خالية من بيرنارد، فتحت النافذة لتطل على الفناء الخارجي للمنزل وكما توقعت وجدت بيرنارد يجلس في الخارج ولم تمنع نفسها من الانضمام إليه.
فزع فور لمسها لكتفيه بشكل سريع وقوي ما جعلها تضحك بخفوت وهو كاد يوقع عصا الكمان من حجره
_بحق السماء ما الذي تفعلينه
"انظر لنفسك ما زلت ترتعد من الخوف" قالت وهي غير قادرة على ايقاف ضحكتها التي ارتد صداها في المكان
_ستعودين معنا غداً صحيح؟
_أجل
_لما أنتِ هنا بالأساس؟
_تعلم أحتاج إلى شحن همّتي
_لما لم تخبريني اعتقدتُ انك مع اصدقائك كنت استطيع مرافقتك
_يكفي قلق أنت وأمي أنا لم أعد مراهقة
"حسناً حسناً" قال ووضع يده على رأسها ثم أردف "لا داعي لأن تطلبي سأعزفها" وبدأ بالعزف على كمانه بنغم هادئ شجي المقطع الذي اعتاد دائماً عزفته هنا.
عادا للداخل وقد غلب عليهم النعاس ومسؤولية رحلة طويلة في الغد، اتجهت هيلدا إلى غرفة امها ووجدتها تضم مارني بحرص ورعاية شديدين، ابتسمت وتذكرت بقلبها نومها دائماً هنا والأن يبدو أنها كبرت بالفعل وعليها ترك حضن بايلي لمارني كي تنعم به ربما يعوضها ذلك حرمانها من شعور الأمومة الحقيقي.
...........................................
لم يكن مزاجها حراً لتفكركيف قطعت كل هذه المسافة إلى هنا، ألقت دراجتها بسخط على العشب وأخذت تلتقط أنفاسها على المقعد القريب، فكرت تدريجياً بأنها لن تستطيع المشي اذا استمرت بالقيادة بهذا الشكل المندفع، كأن جسدها يحتاج مزيداً من الألم!
نظرت إلى المدى ووجدت جسر كليفتون يغور بين غمام من الضباب والهواء الرطب يضرب وجهها، أرجعت رأسها إلى الخلف ناظرة إلى السماء البيضاء، بقيت تحدق بها لثوانٍ دون أن ترمش، لم تكن مستعدة لذلك ولم يخطر بها أنه سيتعامل مع الأمر بهذه الجدية.
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
Romanceفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...