_استيقظتي!
نظرت للصورة من حولها بينما ينفك جفنها العلوي عن السفلي ببطء، ميدعة الطبيب البيضاء قائمة وصارخة أمامها، اعتدلت مرتعبة وقالت "تونيا"، اخترقت دموعها منابت الرموش في جفنيها دون وعي
_اهدئي آنسة هيلدا وعييك مضطرب
"ماذا فعلتي بنفسك يا حمقاء" دخل جيري في هذه الأثناء ورمى جاكيته الأزرق على إطار السرير الأمامي الذي كانت ترتاح عليه هيلدا
"تونيا كانت..أنا رأيتها" أغلقت عيونها وسالت دموعها الساخنة إلى أذنيها دون صوت
_لا تقلقي إنها بخير
نظر الممرض إيدن لجيري باستغراب إذا أنه لا علم له بذلك
"ماذا تقول؟" فتحت هيلدا عينيها المحمرتين
_مررت قبل قليل هناك ويبدو أنهم سيطروا على الوضع
وقفت هيلدا بسرعة ولكنها لم تجد قدميها، ضعيفتان ولينتان ليلتقطها جيري بين يديه ما إن كسر وقوفها اتكائاً على الهواء
_عليها تناول الطعام جيداً، إنها تحرق السكر في جسدها دون تعويض وهذا ليس جيداً
"لا تقلق دكتور" أجاب جيري لامساً الشكر في نبرته
خرجت هيلدا ومشت في الممر متكئة إلى نفسها وإلى خيال جيري الشاهق يحاول اسنداها دون لمسها، ترى في الأفق رامون كذلك الوجه الذي لم تعتده بعد، السيدة فيوليت وفي وجهها يسكن الشبه الدافئ لملامح تونيا.
ملامح تونيا.. تُوقِف هيلدا خطواتها ما إن تتذكر هذا، غاب عقلها فيما رأت، نظرت إلى الجدران ونحو جيري ثم فتشت في نفسها ولم تستطع أن تأخذ قلبها بعيداً عن وجه تونيا الذي رأته قبل أن تفقد وعيها تماماً.
أكملت سيرها بعد دقيقتين من الوقوف وفي هذه الأثناء لمحها رامون قادمة وقدِم إليها قبل أن تصله هي، مد يديه نحوها
_أنتِ بخير آنسة هيلدا؟
أمسكت هيلدا بكفه وأكملت خطوتين قبل أن تجلس إجباراً لضعف قدميها، راقبتها فيوليت عن قرب وبمراعاة مشت على ظهرها "ماذا حدث لكِ ابنتي" والدة تونيا تقول لها هذا ببساطة وهي كانت تبحث عنها طوال حياتها!
"سلامتك آنسة هيلدا" يخطف ترافوس نظر الجميع بظهوره
اتسعت عيناها ما إن رأته وشعرت بتقزز ولم تقدر على الصمود أكثر من ثانية في النظر إليه، تتالت تصاعد السكاكين في معدتها حتى ركضت إلى مكان منزوي وأفرغت ما فيها، جيري يركض خلفها وفيوليت كذلك تقيمها وتراعيها برفق
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
Romanceفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...