انتهاء الطريق

4.8K 205 147
                                    

لم يصحو أي شيء من حولهم، ضوء النهار خلف الستائر، ملائات السرير مختبئة في الأجساد الغضّة وحتى خلاياهم نائمة تستريح في قربها من بعضها البعض، أنّت تونيا ألماً لبعض جراحها أثناء نومها لتسبح يد هيلدا على خصرها الدافئ فـ يعلو احساسها بها، تنسى آلامها وتستحث شعور اليقظة أكثر، أرادت أن تدير نفسها لترى هيلدا التي كانت ما يزال وجهها منكفئ كما هو أعلى كتفها.

شعرت بحرارة اشتباك خصلات شعرها على صدرها، كان وجهها غير ممكناً للمشاهدة في ظل بعثرته، لكن كان يكفي شعورها بتنفسها ينفح مجرى الحياة بين ثدييها، حاولت ابعاد نفسها مجدداً لتعطي عنقها المُتيبس المساحة في الالتفات ورؤية وجه هيلدا المنثنى على زندها لكنها لم تنجح أيضاً.

أزاحت عنقها للأسفل بزاوية جيدة لكن الألم عصف بها ولم تكمل المحاولة بعد أن ظهرت لها شفتي هيلدا فقط، سلّمت لضيق خياراتها لعدم رغبتها بتحريك هذه الشابة العاشقة لها ولراحئتها.

 طَرقات خفيفة أُرفقت بالباب، حاولت تونيا تجاهلها لتنعم بالمزيد من قرب هيلدا وندمت على محاولاتها السابقة في الخروج من دفئها، هي أرادت أن ترى وجهها لكن لا تريد أن يأتي أي احد وينزعها من البيت الدافئ الذي تبنيه أنفاسها على صدرها العاري.

طُرق الباب مرّة أُخرى بنفس الايقاع السابق حتى أغلقت تونيا باصبعيها أذني هيلدا محاولة منع الصوت عنها علّ نومها يمتد وتبقى في نعيم قربها لكن هيلدا بدأت بتحريك رأسها برفق، دقّةٌ إضافية بالباب وفزّت هيلدا من نومها لتتظاهر تونيا بالنوم ساحبة يديها من على أذني هيلدا التي عاد وعيها لها تدريجياً وقالت

_من هناك؟

ما زالت تونيا تتصنع النوم ليصعد صوت ليلى بعد كل الطرقات الفاشلة 

_سيدتي سينتصف النهار

"أجل" خرج صوت هيلدا مبحوحاً بالحب فعادت لصياغته بهمهة بسيطة وأعادت القول "أجل ليلى، سنوافيكِ"، صففت شعرها للخلف ساحبةً بعض خصلاته من حدود شفتيها ونظرت لتونيا 

_كنتِ تضعين اصبعيكِ في اذنيّ!

تونيا تُخرج تنفساً حاداً لتؤكد نومها العميق وسرعان ما رنّت قهقهة هيلدا على تظاهرها الفاشل تماماً، بعينٍ واحدة تراقب تونيا ضحكتها العذبة وما إن أرجعت هيلدا رأسها المائل من الضحك لها خطفت توينا جفنها للاغماض مجدداً 

أمسكت هيلدا يدها وبسطت كفها على الوسادة جانب رأسها، هبطت برأسها الناعس به، همست جانب أذنها "صباح الخير زنبقتي" 

"أنا نائمة" قالت توينا وأعادت تململ شفتيها ونفحت بينهما الهواء النائم

غابَ نهارٌ آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن