لقاء ممتد (3)

2.8K 137 47
                                    

هل هي تفعل؟ تدع يداً غريبة دافئة تقودها دون قلق وتُخرجها من حياتها، دون تموجات حذرة في وجهها، بشرةٌ صافية وشعورٌ سلسل يخرج حين ترى سهول سومرست الخضراء مثل طفلةٍ صغيرة تسافر أول مرة في القطار تلتصق بالنافذة، تاركة الجدران والأعمدة الباذخة، سور القصر الشاهق والذي تشعر خلفه بالخوف، أن تكون محمياً لدرجة يمكن أن تخيفك.

لم ترَ كل هذا حينما قدمت قبل أشهر لزيارة هيلدا فقد غاب النهار عن تلك السهول، إتسعت المساحة المرسومة على جبينها مع نسمة الهواء، أيقظها صوت هيلدا 

_نادمة؟

"أريد أن أذهب هناك" مشيرةً إلى السهول في الأفق "هل يمكن للقطار أن يتوقف؟"

إغتني الشعور بين إذني هيلدا وفكها، فسحة من الحس الجميل إقترنت بنظرتها لتونيا شعرها المتطاير وعظمة فكها اللينة من جانبٍ واحدٍ في وجهها المرتاح

_أخشى أنه لا.. إلا إذا قفزتِ

إستدارت تونيا طغى الغموض على عقلها وبعدها إنفرج ثغرها بابتسامة سخيفة على ما قالته هيلدا، يجب أن تحاول أن لا تأخذ الكلام الذي يقال لها بجدية كبيرة

_لا تقلقي سآخدكِ هناك وسنذهب أينما تريدين

إستقبلت بايلي صغيرتها بعناقٍ أموميّ وقبل أن تغلق الباب تحدثت هيلدا "لما تقفين هناك، تفضلي" علا الإنتظار وجه السيدة بايلي وإتسعت المسافة بين يديها فور ظهور تونيا داخل إطار الباب، عانقتها بحفاوة أكثر من تلك التي منحتها لابنتها

_أهلاً دكتورة، ما هذه المفاجأة السارّة

إبتعدت عنها قليلاً ثم عادت لتعانقها مجدداً تونيا تقف باستسلام وحرج، تتحدث بحاجبيها لهيلدا من فوق كتف بايلي التي لا تزال تضمّها إليها، لتجيبها الأخرى برفع يديها دون فهم ومط شفتها السفلى فوق العليا ثم تقول

_ماما يكفي دعي ضيفتنا ترتاح 

_أنا فقط لم تتسنى لي الفرصة لشكرك على ما فعلتُه من أجلنا في المستشفى

_لم أفعل إلا واجبي

_بل فعلتِ أكثر من ذلك، لا بد أن أُمكِ فخورة جداً بكِ

تتحدث بايلي ببراءة وإمتتان، يحتقن وجه تونيا ويومئ شاكراً لها على كلماتها الصادقة 

تنعرج بايلي نحو المطبخ وتذهب هيلدا وتونيا إلى الصالة، جلست تونيا على الأريكة القريبة ببساطة محاولةً ألّا تظهر إرتباكها، "تودين الاستحمام؟" تعود لتقف وترتبك إثر سؤال هيلدا 

غابَ نهارٌ آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن