جلست تونيا بحرص والضباب يغتال ذاكرتها، لا فكرة لديها عما تفعله هنا ولا كيف وصلت إلى سرير هيلدا لكن وجودها أمامها كان كفيلاً بتهدئتها وارباكها معاً
_أنا..كيف ..
_توقف رامون في طريقه هنا
_أين هو
_في الأسفل مع بيرنارد
فردت تونيا ساعديها إلى جانيها وأغمضت عيناها لدقيقة مطلقةً تنهد ممتد شعرت به محبوساً داخلها، تجردت من الفراش واقفة، هيلدا ما زلت جالسة إلى طرف السرير وما إن تحركت تونيا حتى قامت معها، خطوة.. خطوتين في المساحة الضيقة بين السرير والشرفة المغلقة احتجزت هيلدا تونيا دون تخطيط، أضاء وجهها في نظرة تونيا الممتدة لها
_إلى أين
_أنا سأذهب..عليّ أن أذهب
"حسناً على رسلك، أفيقي جيداً بعدها تذهبين، تبدين" مدّت هيلدا يدها إلى وجه تونيا ومسحت بإبهامها المنطقة أسفل عينيها وأكملت " متعبة جداً" أغمضت تونيا عينيها بشوق غريزي
خطوات مهتزة على الدرج الخشبي تبعها اقتحمام مارني الغرفة مثل عسكري في أوج استعداده
"هيّا هيّا هيلدا الكسولـ.." ابتلعت مارني كلامها ما إن وجدت تونيا تقف إلى جانب هيلدا، مرت دقيقة في نظر كلتا المرأتين إلى مارني إلى أن قالت تونيا
_مرحباً
"ستحضرين أيضاً" مارني بحماس
تونيا لا تفهم، أمالت نظرها نحو هيلدا لتقول "أنه يوم تخرجها من معهد الموسيقى"
_هذا رائع حقاً! تهانينا
_سيكون أجمل يوم في حياتي
___________
__
وجهت تونيا النظرات الحذرة والحادة نحو رامون طوال جلوسهم حول مائدة الافطار كأنها تعاتبه على وجودهم هنا لكنها تشعر برضى بسيط كونها هنا إلى جانب هيلدا، كذلك مارني السعيدة بوجودها
_ِشكراً على استضافتك لنا سيد بيرنارد
"ماذا تقولين سيدة فوربس!" يطفئ بيرنارد الموقد عن القهوة ويتجه لسكبها في الفناجين ويكمل "أنتم مرحب بكم دائماً"
رائحة فطائر العم أندريه الطازجة والقهوة الساخنة تخترق أعصاب تونيا المتشابكة منذ ليلة أمس
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
Romanceفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...