توقف بيرنارد أمام باب البناية التي بها شقة هيلدا، تابع على الطرف المقابل من الطريق كُلاً من بينيت وترافوس يمشيان خارج المحكمة إلى أن رَكِبا سيارةً فاخرة زرقاء اللون، تعجبت السيدة بايلي التي تنتظره في السيارة من توقفه بهذا الشكل ونادتهُ أكثر من مرة إلى أن إستفاقَ أخيراً بعد أن أطلقت زامور السيارة الصاخب في المدى.
فَتَح بيرنارد باب غرفة هيلدا برويّة، غير أن تونيا فَزّت فزعاً من مكانها إثر ذلك، كانت قد غفلت لدقائق أو لساعات على حالها الأخير دون وعي، استعادت توازنها ومسحت وجهها سريعاً متأكدةً من جفاف دموعها وقالت "أتيت بدلاً من الدكتور ويليام للإطمئنان"
"كيف مَضَت عمليتك" سأل بيرنارد
"جيدة" إختالت على نفسها وعليهم فلم تُرِد تأجيج الحزن والقلق في قلوبهم بإخبارهم أنها فقدت المريض وأردفت "هل وجدتم ما تحتاجون؟"
_أجل
تنقلت تونيا بين الممرات محاولة استعادة طاقتها ورأسها الذي غاب في دوارٍ شديدٍ إثر الجهد الذهني الذي بذلته في العملية الجراحية، دخلت مكتبها أطفأت الضوء وغابت في نومٍ دافعه الحزن وملاحقة تلك اللحظة التي لفظ بها مريضها آخر أنفاسه تحت أنظارها.
..........................................
قَدِم جيري بعد أن عاد من سفره ليعود هيلدا بـ ردِ فعلٍ آسفٍ حين رآها بذلك الحال فجلس يواسي السيدة بايلي ممسكاً يديها "ستكون بخير صدقيني هيلدا قوية" في الوقت ذاته إنّضم ترافوس إليهم لأول بعد معرفته بخبر أن عودة تونيا للمستشفى كان مع شابة دخلت في غيبوبة بسبب مرض السكريّ
_كيف هي؟
"بخير شكراً لسؤالك لكن هل تعرفها" ردّت السيدة بايلي
"صديق لصديقة لها" أجاب ترافوس
"يقصد الدكتورة فوربس" تدخل بيرنارد بنزق موضحاً الأمر لخالته
_أرجو أن تستعيد وعيها قريباً
"شكراً لك" بَدَأ صوت بايلي بالإهتزاز إثر زخم سيل الدموع في حلقها
خرج ترافوس بعد ثوانٍ من ذلك ليرافقه بيرنارد، وما إن أصبحا خارج محيط الغرفة أوقفه سائلاً
_كيف تعرف السيد بينيت!؟
"ماذا.. مَن تقصد؟" أجاب ترافوس بإنكارعاديّ
_أعتقد أنني رأيتُك بصحبته قبل ساعة من الأن أمام محكمة كينت!
_لم أكن قط هناك!
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
Romanceفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...