_أين همّ؟
"مَن؟" أجابها ويليام
_مَنْ! هيلدا والسيدة بايلي الغرفة فارغة
_وَقّعوا على خروج هذا الصباح
_غادروا؟
_قبل قليل، أتت السيدة بايلي للسؤال عنكِ لكن مكتبك كان مقفل ولم تتلقى إستجابة حين طرقت بابه
مشت تونيا يتقصى البرد جسدها المنهك لتتابع مكوثها في المستشفى وقبل أن يلتقف جسدها منعطف السلالم لمحت من النافذة قامة بيرنارد الفارعة وهو يسند جسد هيلدا لمساعدتها ولوج السيارة.
لم يكن وجه هيلدا واضحاً من خلف النافذة الزجاجية المطلة على حديقة المستشفى الخارجية من الطابق الثاني، بدا جسدها صغير ضئيل يبتعد مثل نقطة صمّاء عن جسد تونيا البارد المتجمد في مكانه.
ظنّت أنها أكملت طريقها نحو الأسفل، تجاوزت رصانة السلالم وذهبت نحوها في آخر فرصة لرؤيتها والإطمئان عليها لكن قدماها طافتا في جوفِ تلك المسافة التي أحدثتها ابتعاد عجلات السيارة!
...........................................
وازنت تونيا وعييها تجاه الكثير من الأمور مع الوقت، بالرغم من تركيز الجميع على ما تقوله الأخبار في صحف الأعمال إلّا أنه لم يجرؤ أن يتحدث عن الأمر في أي مكان أثناء حضورها، راجعت وأشرفت على العديد من الحالات، ألقت التعليمات في الأقسام المختلفة وعاينت نتائج الفحوصات، عقدت الاتفاقيات الطبية، أصبحت مستشفى فوربس من المستشفيات المركزية في البلاد، كانت تبرع في ذلك ولهذا وضع السيد فيدريك ثروته دون أن يتردد تحت تصرفها، ذكية حذرة ولا ترجح بالمخاطرة بأي شيء إن لم يكن يستحق.
لم تجرتحها أيّا من النظرات الساقطة نحوها عبرها وإليها وهي ترتشف قهوتها وبعضاً من رقائق القمح المقرمشة في استراحة المستشفى، همّت بالنهوض لولا جلوس ويليام مقابلها
_تبدين متعبة
لم تتحدث وتابعت ارتشاف قهوتها بعد أن نظرت لساعتها ثم أجابت كأنها تحسب وقت الكلمات
_ليس تماماً
_هيّا.. حصلتِ على أفضل صفقة لدعم أجهزة المختبر قبل قليل!
_أنا بالفعل سعيدة
_عليكِ رؤية وجهكِ قبل قول ذلك
_ما باله وجهي؟
_شاحِب مُصفر وربما حزين!
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
Romanceفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...