حقيقة

2.1K 117 44
                                    

تَنامى حضورها في ردهة الاستقبال بالرغم من هدوء ورزانة خطواتها، تحرك السكرتير متجاوزاً مكتبه المفتوح بعُجالة وابتسامته تقفز قبله "سيدة فوربس" امسك يديها بين يديه دون وعيٍ كامل وتركها بعد ثوانٍ من إدراكه "سيدتي أنتِ هنا، حقاً؟ هذا" تلعثم في لفظ عبارته قبل أن يقرر "هذا.. كم هذا رائع".

انضم إليه الممرض إيدن ما إن لاحظها تدلف من الباب الرئيسي، تقدم نحوها وهو يضع ساعديه في أكمام قميص الممرضين الأزرق وفي طريقه خرجت إيميلي من باب الصيدلية ووصلا نحو تونيا مرحبين بها مجدداً، بادلتهم الابتسامة والحديث البسيط إلى أن تقدم ويليام نحوها قائلاً 

_أخيراً قررتِ فكّ هذا الحصار عنا

 تونيا تعلم أن ترافوس وآدم في الأشهر الأخيرة كانا يترددان إلى المستشفى مغيرين الكثير من الأمور بينما هي تأخذ الضربات وحدها في القصر وتحاول ضبط الوقت لنفسها.

_حصار؟ لم تستطع الصمود أيها المقاتل الشرس فقط لشهرين دوني!

همسات الممرضات ترتفع في هزل وتخترقه إحراجاً إلا أن تذمر قائلاً 

_أوه هذا يعني أنكِ بصحةٍ جيدة ليس علينا أن نقلق 

_ليس تماماً ربما أحتاج معاينتك لاحقاً 

انفجر الآخرون ضاحكين حتى ويليام رغم إحراجه كان مطمئناً لأن تونيا ما زالت بروحها بعد كل شيء حدث وما يزال يحدث معها، قطع صدى الضحكات المريحة صوت آدم وتقدُم ترافوس إلى جانبه نحو الجميع  "ما هذه الأخبار، أنظروا من عاد" تراجع الجميع واقفين إلى جانب تونيا مترقبين ما سيحدث، توقف آدم على مسافةٍ جيّدة لكن ترافوس استمر بالخُطُوِ نحوها ليمُدّ يده مصافحاً، صفعتها تونيا مباشرةً ودون أن يقول أحدٌ أيّ كلمة صدح صوتها الحازم في المكان

_أُخرجا

ضحك آدم وامتدّ شخير ضحكته باستفزاز ليقول "أوه يبدو أنكِ لم تسمعي بما حدث آخر مرة" أخرج يداه من جيب بنطاله ورفعها قرب رأسه مشيراً إلى أن هناك خطباً في عقلها وأكمل "هل أصابكِ شيء؟ أم كنتِ نائمة؟" 

_قلتُ أخرجا من هنا

"المسكينة جُنت حتماً" قال آدم وأدار نظره على من حوله، ينظر إليه البعض بوضاعة ومنهم ما لا ينظر أبداً وقد انسحب القليل إلى عملهم بالفعل، بينما استدعى السكرتير خفيةً الأمن 

_ستخرجا وحدكما أم أجركما للخارج

_ماذا تقولين أيتها القيطة 

اندفع آدم نحوها فأوقفه ترافوس، تونيا لا يهتز لها رمشاً، جاسرة على حالها، فكّ آدم نفسه من يدين ترافوس وعاد للخلف مطلقاً صوته في المكان "انها ليست من عائلة فوربس بعد الآن، هل تفهمون هي لا تملك شيئاً حتى هذه المستشفى".

غابَ نهارٌ آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن