إرتقاء

2.2K 122 16
                                    

رمت بجسدها دفعة واحدة فوق السرير فـ ارتد لأعلى قليلاً قبل أن يسكن تماماً فوق الغطاء، يصل لوجهها نسمات طفيفة من الهواء البارد والذي كان يتسلل من خلال زوايا منقرة من نافذة الشرفة، لم ينقذ وجهها الشاحب وجسدها الرطب من عاصفة تفكير جديدة سوى قدوم مارني التي قفزت إلى جانبها بنفس الطريقة التي فعلت هي قبل قليل ما جعلها تحتمي من ثقل جسدها وتقول: يا إلهي متى أصبحتِ بذلك الطول والحجم!

_هذا يعني أنني سأصبح إمرأة جميلة عما قريب.. سأخرج ليلاً وحدي وأصبح ثرية وأقيم الأمسيات وأدعو أبي ليعزف فيها 

_هل سمع بيرنارد بهذه المخططات الشريرة 

_لا لكني لست خائفة يمكنك أن تقولي له وتحضري معه أيضاً 

"شكراً لعطفك وسموك جلالة الملكة" قالت وقد رفعت بعض من جسدها لأعلى مطأطأة رأسها بمشهد مسرحي ما جعل مارني تقفز من مكانها وتمشي بهيبة رافعةً قدميها لأعلى لزيادة طولها قدر الإمكان 

_أريد أن أصبح مثل سيدة القصر في يوم الأمسية ذلك، كانت مبهرة جميلة وأنيقة 

"أجل جميلة جداً" تمتمت هيلدا بعد ان فكّت انعراج كوعي يديها ليقع رأسها مجدداً ضد غطاء السرير

"لما أنتِ باردة دائماً"  لم تتركها مارني تسترجع الخيط الذي امتد حين ذكرت سيدة القصر كأنها قصة في كتاب أسطوري قديم وعادت لتجيب "كنتُ في الخارج وهطل المطر فوقي".

قفزت مارني فوقها مجدداً لتصرخ "انظري كم أنا دافئة خذي خذي" أخذت تفرك يداها فوق وجهها ما جعل هيلدا تدخل في نوبة ضحك وتهمس بتمثيل "آه لا أستطيع التنفس، هذه الهرة أصبحت دبّ كبير أنقذوني".

"يكفي صراخ من الأفضل أن تنزلا لتساعداني في اعداد العشاء قبل أن يصعد لكما الدب الكبير" وصل صوت بيرنارد صاخباً عبر الدرج ما جعلهم تتوقفان وتنصاعان للأمر بابتسامة.

بعد ساعة من الزمن توقفت الجلبة في البيت كذلك ضوضاء الحيّ في الخارج لشدّة هطول الأمطار، خرجت هيلدا من تحت الماء الساخن متجهة نحو غرفتها وهي تشعر بحرارة جلدها  تعود للمرة الأولى منذ عادت من الخارج، أنزلت الروب عن جسدها ونظرت لنفسها في المرآة المتشققة، لاحظت جسدها الهزيلٌ ووجها الشاحب ثم تقدمت إلى الأمام قليلاً أمسكت حافة المرآة وحاولت مقاربة الأجزاء المكسورة لتنزلها نحو الأسفل قليلاً وترى خصرها بشكل كامل، عاد لها صوت تونيا في البيت الزراعي قبل ساعات حين قالت لها 

_أنتِ نحيفة جداً

أدارت وجهها نحوها في ذلك الوقت تاركةً يديها معلقتان إلى الأمام نحو ملابسها المبللة ثم أجابتها باستغراب 

غابَ نهارٌ آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن