عَكَسَ إتّقاد الشفق في الخارج عبر النافذة بعضاً من ظلال الشعر الدقيق لتونيا، تأخذه هيلدا بين أصابعها بلطف وترسم من خلاله إنسلالات ناعمة بينما تنظر لوجهها النائم وتنفسها الناهد إلى جانبها، جلدها المتخمر ودفئها المتواضع.
مدّت نفسها جانباً بهدوء دون جَلَبة نحو حقيبة عملها المسندة إلى المنضدة جانب السرير، أخرجت كراستها وبدأت بالرسم، دقائق بطيئة وانتقلت حركتها وحفيف القلم الفحمي إلى خيال تونيا التي حركت كتفيها قليلاً ما جعل هيلدا تتجمد في مكانها وسرعان ما أنزلت يدها ودفعت الكرّاسة إلى أسفل السرير.
لا تريدها أن تستيقظ، تريدها أن تبقى إلى جانبها مثل عصفور مطمئن، ما زالت تونيا تطوق خاصرتها أسفل كنزتها، فوق الجلد مباشرةً، تُمسك بها دون صحوٍ كامل ليرتعش نفسها كلما أحاطت بها أكثر، حاولت هيلدا إغماض عينيها مستردة بذلك شعور النوم داخلها لكن محاولة تونيا للتحرك مجدداً منعتها من ذلك، راقبتها تستند جالسةً لكنها ما زالت غائبة في حدودٍ ما كأنها تستعيد ذاكرتها، خلعت سترتها وأنزلت حبكة شعرها فانسدل فوق قميصها الأبيض الرقيق بـ حرية، هيلدا لا تجد الرطوبة في حلقها وتمنت لو تعلن عن استيقاظها في هذه اللحظة وتأخذها لها، لكن! هي لن تفعل.
أعادت تونيا جسدها إلى السرير كأنها استيقظت في حُلم وعادت إليه، يداها تعانقان خصر هيلدا براحة وتملك أكبر وثُقل رأسها استقر على صدرها الذي بدأ نبضه بالصراخ، ثوانٍ ويصل لها صوت تونيا النائم
_أنتِ مستيقظة؟
"قليلاً" تجيب هيلدا بصوتٍ متواضع وتمسح بيدها على رأس تونيا الساكن في صدرها
تصل حرارة يديّ توينا أسفل صدرها عارية ونابضة دون حاجز القماش، يدان ناعمتان مثل سحرٍ خفيف يُدخلها في قشعريرة رقيقة حول سُرَتَها.
_كيف تشعرين
"بالدفء" هيلدا تُعطي ما تشعر به إليها بصدق
_أقصد صحتُكِ؟
توقفت يدُ هيلدا عن التموج في شعرها متداركة إحراج تونيا اللذيذ لها، فتحت الثانية عينيها لترى الحقائب الموضبة بوعي كامل.
_أنتِ مسافرة إلى مكانٍ ما؟
تنظر هيلدا إلى اتجاه نظر تونيا وتجد الحقائب المعدّة كان يجب الآن أن تكون على طرفٍ آخر من الطريق، لكن هذا الذي تشعر به الآن هو سحر كوني، إنقطع الماء في حلقها وأجابت
_إلى..إلى برستل
_جيد هذا يعني ستقابلين تلك الشقية
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
Romanceفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...