نظرت لما حولها بارتباك، لم تعتد وجود أحد في حديقتها، ظنّت أنها ماتت وأن الأزهار مالت على نفسها ذابلةً لكن بتلات الزنابق كانت تتعافى، وشعرت بالوجوه الصديقة حولها أقرب إليها من كل شيء
"ماذا تعرضتي لصدمة جديدة" ويليام ممازحاً يفتح ذراعه مشيراً خلفه لتتوسع الصورة "طاقم الطوارئ كُله حاضراً"
مَوّج يديه أمام وجهها في الهواء لتستيقظ تونيا من شرودها وارتباكها على قهقهة الآخرين، هبطت نظرتها إلى الأسفل تجاه ساقها المصابة، فهمت هيلدا ما كانت ترمي إليه وقامت بركل جانب قدم ويليام المتغالظ بخفة.
_سيدتي سيدتي دعينا نحتفل بسلامتك سريعاً، المستشفى! لا أحد بقي في الطوارئ
"أدمنت العمل يا رجل استرخي" ردّ إيدين على السكرتير الذي بدا قلقاً كما ملامحه الدائمة والثابتة خلف مكتب الطوارئ في المستشفى
"لا تخف لن تطردنا، نحن في قصرها لدينا عذر غياب" تهكمت إيميلي محاولةً تخفيف توتره
"ابتعدوا..ابتعدوا" أدخلت رأسها بين قامتي ويليام والسكرتير "افسحوا لي الطريق، انها ليست مستشفى لتسيطروا على الحفل" قَسَمَت مارني الحديث ليصمت الجميع، "انه احتفال بسيدة القصــ.." ما إن واجهت تونيا أمامها حتى تحوّلت تدريجياً نبرتها الشيّقة منذ ثوانٍ إلى هادئة متأثرة وثبتت كلمتها الأخيرة "سيدة القصر ماذا حدث لكِ!"، رغم محاولات تعافيها إلا أن تونيا في الواقع قد فقدت وزناً مُلاحظاً، رأسها مُلتف بـ عصابةٍ تأخذ نصف شعرها وتلبس طوق طبي حول عنقها، ولا تستطيع الوقوف إلّا على قدمٍ واحدة مستندة إلى هيلدا، كما الكثير من الرضوض تُلوّن جلدها بلونٍ ليلكي مزرقّ.
"مرحباً ايتها الفتاة الكبيرة" فهمت تونيا الأمر الذي شعرت به مارني إذ أن طفولتها انعكست على رد فعلها وسألتها "أين كنتِ إلى الآن أنقذتني من هؤلاء الأخرقاء؟"
"تدور في القصر طوال اليوم" أكملت بايلي الحديث عن مارني لتبتسم تونيا لوجودها أيضاً، "اقتربي" طلبت من مارني وأشارت لهيلدا لمساعدتها على الانحناء، وصلت لوجهها مسحت عنهُ الغرابة وقالت "أنظري أنتِ في القصر أخيراً اعتبري نفسكِ سيدته أيضاً اتفقنا؟".
"أنا أحبكِ" احتضنت مارني تونيا وقبل أن تُطبق يديها عليها شدّها والدها من الخلف "هييه! تمهلي، إنها مريضة وأنتِ ثقيلة".
_أنت ثقيل الدم كذلك
_هيّا يا رجل دعك من الأطفال
ترك بيرنارد مارني وهي ترمق جيري الذي تحدث عنها هكذا بنظرةٍ حقيرة
_نبدأ؟
أنت تقرأ
غابَ نهارٌ آخر
Romanceفي ظل السماح بدخول الكاميرات لقاعة المحكمة في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي لنقل وقائع المحاكمات، لا تزال هناك قضايا لها حساسيتها وخصوصيتها حيث لا يُسمح بدخول وسائل الإعلام ويعوض ذلك وجود فناني الاسكتشات، هيلدا فنانة رسم قاعة المحكمة يتم اختيا...