../
" الفصل الأول "
على صوت فيروز صديق الصباح :
" أنا لحبيبي وحبيبي ألي
ياعصفورة بيضاء لابقى تسألي
لايعتب حدا ,, ولا يزعل حدا
أنا لحبيبي وحبيبي ألي ,,,,"جهزت غادهـ شنطة الدوام .. حطت داخلها الروج والدفتر الصغير والقلم وملزمة المادة عشان التخطيط ومناديل ..
ناظرت نفسها في المرآيه .. بشره بيضاء صااافية وعنق طويل ووجه دائري وشعر اسود فاحم يصل لخصرها .. وعيون واسعة سوداء ..
وتذكرت كلام صديقتها مشاعل دايم تقول انتي ياغدو جميلة واجمل من جمالگ انك ماتدرين انگ جميلة وابتسمت ..
غادهـ بنت من آسرهـ متوسطة تدرس في الجامعة سنة ثاني .. تعرف انها جميلة عكس كلام مشاعل لكن غادهـ تعرف ايضاً ان جمال شخصيتها وتميزها هو الي يعجبها
..
ناظرت الساعة الحين يجي الباص
ونزلت تركض
مرت من امها وسمعت تمتمتها استودعتگ الله .." هذي الكلمات وهذا الصوت وهذا الاستوداع اللذي يزرع بداخلها عُمر يجعلها تتيقن انها محظوظة كونهاابنة هذه السيدة العظيمة "
لبست عبايتها وطلعت وفي الباص جلست تمارس هدوئها وتأملها للشوارع والتفكير الي تعشقه
تفگر : انا سعيدهـ جداً رغم وفاة والدي وعمري ١٠ سنوات لكن عوض ربي جاء على هيئة أُم نحّرت الحزن في قلبها وعاشت لنا درع من هـذه الحياة .. نعم انا سعيدهـ جداً وقنوعة رغم ان أخي الوحيد لم يتخرج من الثانوي طفل في جسد رجل يحاول ارتداء ثوب رجل البيت واللذي يعرف انه مازال كبيراً عليه .. نعم انا سعيدهـ جداً واختي الصغرى نجد في اول ثانوي گأبنه لي فتراني اماً تارة وقدوة تارة وصديقة تارة وتؤمن بي ايماناً يجعل كلامي لها قانوناً قائم لدرجه ان اشعر انني لاأستحق تبجيلها لي ..
...
نزل من السياره والجوال بإذنه وهو يكلم ؛ انا توي جاي الحين من برلين ويوم الاحد الجاي ان شاء الله رايح للنمسا ماقدر اوعدك بشي ابداً لكن انت قول له من طرف ماجد العالي وهو مايقصر
دخل بيته او بالاصح بيت ابوه الي مفروض عليه يعيش فيه
من وفاة والدته وهذا البيت يعتبره شي أقل من فندق بگثير وآكثر من مطار بقليل ..
ناظر البيت الي تزيد مساحتهـ عن ٣٠٠٠ متر مع ذلك ضيق في عينه مافي شخص في هـ البيت يهمه ابداً رغم ان ابوهـ من سكانه مع زوجته وعيالهم ابتسم وهو يتخيلهم عائلة بدونه ..لكن مايقدرون يعيشون بدونه !!
فگر ماجد : أين السعادة في كونگ ثري لدرجة ان تأتي بطائرة خاصة وتركب سيارة بمليون وتأمر فٓتُطاع .. لم اجدها ابداً حتى في نجاحي بإعادة شرگة الاسرة ووضعهم الأجتماعي فهذا بـحد ذاته اعتبرته انتقامي الخاص من أبي .. من يقول المال سعادة يأتي ليرى كم انا اشعر بـ الضجر
..في الجامعة ..
دخلت غادهـ الگافتيريا واخذت لها گابتشينو ودونات ماعندها شي المحاضرهـ الأولى لكن مع ذلگ مرتبطه مع النقل يجيبها بدري لان معها طالبات غيرهـ طلعت جوالها وبدت ترسل لصديقاتها انهم يجون بدري عشان ماتقعد لحالها
رفعت نظرها للبنات تعرف سبب نظراتهم وتعرف انها محط اعجابهم بجمالها الي ماتعتبره ميزة ابداً اخذت تتأمل لبس بنات الجامعة الي يتفاوت بين المارگات العالمية الي هي وغيرها گثير مايقدرون يشترونها وبين المارگات المتوفرة في المولات وهي الاغلب
عمرها ماحسدت احد على اشياء مادية ولاكرهت وضعها المحدود وميزانيتها القليلة مگافاتها تصرفها بين لوازم الجامعة والنقل لذا مايبقى منها شي ..
رجعت للواقع بجلوس صديقتها مشاعل : صباح الخير
غادهـ : هلا صباح النور كويس جيتي بدري
مشاعل : وجايبه معي فطور عارفه انك هـ الوقت لحالك وقلت فرصة نهذر
ابتسمت غادهـ : طيب ممتاز يالله ابدي
مشاعل : ابد لاجديد
غاده : وانا بعد لاجديد احس بملل ودي بمغامرهـ
هنا وصلت مها على كلمة مغامره : صباح الخير مغامره وين ؟
مشاعل : غدو تحس بملل
مها : بسيطة تقرا كتاب
غدو : لا لا مش ملل الي تحسين بفراغ وتبين شي تقضينه فيه
اردفت :امم ابي مغامره ابي حركة في حياتي
مها : امم انا بعد ودي بقصة حب قبل لااتزوج
مشاعل : من جاب طاري الحب بعدين انتي زواجك قريب مايمديك هههههههههه
مها تغير الموضوع : ريم ماجت ماشفتوها
غاده : اول من جاء انا ماجت لسى بس ممكن ماتجي الا قبل المحاضرة
راح الوقت بين الصديقات الثلاث بغياب الرابعة بين سوالف عن الافلام والكتب والاحلام
....
طلع ماجد مع الاصنصير لجناحه
احسن حاجه انه ممكن يدخل جناحه ويطلع منه بدون مايحتك بأحد
نزل ملابسه ودخل يتسبح بشكل سريع وطلع يلبس ملابسه وفي هالاثناء دق التيلفون وفتح السبيكر وهو يكمل لبسه : نعم ؟
: مرحبا ماجد انت جاي اليوم
: انا في البيت بغيتي شي ؟
زوجة ابوه : ابيك تحول لي فلوس
ماجد : مافيه الا نهاية الشهر
: بس انا محتاجه فلوس وموب معقوله باطر منك موب معقوله ياماجد
ماجد : اطلبي من زوجك والا ولدك
: يعني ماراح تحول لي شي
رد ببرود هو يشد على كلمة : لا
وسكرت الخط
وكمل لبس شماغه قدام المرايه
اخذت تضرب بيدها ع ركبتها وهي تعض شفايفها هنا دخل ولدها ( سلطان ) : وش فيك كن احد رافع ضغطك
ام سلطان : اكيد بيرتفع ضغطي موب معقوله لابغيت شي باطلب من ماجد كني اصغر بناته ولا بعد يردني
سلطان : وانتي وش بغيتي من ماجد
: ابي فلوس
سلطان باستغراب : وليه تطلبين منه انا موجود كم تبين
: تكفى عاد انت منين بتعطيني انا مابي الف والفين
سلطان ببرود : كم تبين
امه : ابي ٤٥ الف
: الله .. الله سلامات ليه هالمبلغ وانتي توك ماخذه من ماجد راتبك الشهري معليش لازم تعرفين ان ماجد موب مسؤول عنك ولا عن مصاريفك الخرافيه تبين شي معقول قوليلي انا موظف واقدر اوفر لك الي تبين لكن متعلقه نفسك بالي مع ماجد ترى ماهوب من حقك ولامن حق اي احد فينا يطلبه جزاه الله خير مخلي هالبيت الا الآن ع العز القديم وطلع لدوامه
ام سلطان في داخلها تعرف انه على حق بس ماتتخيل ان العز القديم تحول من ابو ماجد لماجد وانها الآن عايشه ع فتات ولد زوجها وابتسمت وهي تتذكر انه بعد ولد اختها المرحومة
..
ابو ماجد رجل ستيني خطوط وجهه تحكي الف قصة وقصة واكثرها ألم علاقته مع ماجد ابتسم بحسره وهو يعرف ان ماجد واصل للبيت الساعة ٦ مع ذلك لبس وطلع للشركة بدون مايمره
في دوام سلطان وهو ضابط تخرج قبل سنتين من الگلية الأمنية الي بفضل علاقات ابوه دخلها واخذ يفكر في امه وماجد وابوه وليه ماجد يعاملهم كذا ليه بارد ليه يحس انه يكرههم ليه مكتفي بنفسه ابتسم سلطان لانه يحترم ماجد كثير ويحبه لكن ابداً مابينهم ميانة الاخوان رغم انه يعرف ان ماجد ممكن يحرق الدنيا لو اشتكى سلطان منها
..
نزلت غاده من الباص ودخلت البيت متأخره گ العاده دخلت المطبخ بعد ماحطت عبايتها وشنطتها في الصالة وغسلت يدينها ولقت الحافظة الي غداها فيها مع انها ماتشتهي لكن تعرف ان امها بينكسر خاطرها لو ماتغدت
فتحت الحافظه : اف الله هذا من بياكله هنا دخلت نجد اختها في الثانوي ومازالت بمريولها : غدو جيتي
غاده وهي تحط الحافظه ع الطاوله وتجلس : لا الا الآن في الباص ( رفعت نظرها لنجد وبتعقيده لحاجبها ) انتي ليه بمريولك الا الآن
نجد : طفشانه عندي اغراض للفنية لازم اجيبها بُكره وامي تقول نجيبها الجمعة وانتي عارفه الفنية كل اسبوع مره والاسبوع الي فات ماجبت شي ع اساس نسيت
غادة : طيب نحاول نجيبها الليلة اكتبيها لفيصل وهو يجيبها
نجد بهدوء ؛ امي تقول مامعي شي
غاده وهي تاكل وتبين ان الوضع عادي : انا معي
نجد بفرح : تكفيييين انقذيني بس ماتكونين شايلتها لشي مهم اعرفك فلبينية فالفلوس
غادة تضحك : لاوالله زايده معي يعني ( وهي تضحك) يعني موب زايده زايده بس اقدر استغني عنها
نجد : شكراً شكراً ياغدو قلبي كنت باغيب والله وراحت تركض لغرفتها
سكرت غاده الحافظة بهدوء وهي ترفع كاس المويه وتشرب اه الله يساعد امي كيف طول هالسنين ممشيه هالبيت وكشرت وهي تتذكر المبلغ الي بتشري فيه كتب بس يالله ماعليه ادبر نفسي وابتسمت لثقتها الزايده في نفسها تعرف غاده ان كل شي في الحياة له حل كل شي الا الموت
....