٣٧

2.2K 34 5
                                    


" الفصل الـ ٣٧ "
:
:
وعَدتِ بأنَّا سنبقى طويلاً
وعَدتِ كثيراً ... ولم تفعلي
غريبين عدنا فما أنا منكِ
كما كنتُ يوماً ...ولا أنتِ لي
م.ن
:
:

وقف ماجد عندما خرجت غادة تسندها سيدتين من الذين سبقوا واخذوها من امامه .. كانت تقريباً تسحب اقدامها شبه مخدرة لم تنظر له أمسكها لكنها وقعت تحت قدمه .. بعد ان فقدت من تستند عليه حملها ماجد بين يديه كطفل.. ومشى بها خارجاً من البيت الشعبي متجاوزاً الابواب الموصده الصدئه لا يعلم لماذا يديه تضغط عليها لتقربها من قلبه .. كأنها تريد ان تدفن غادة بأخطائها في صدره ربما تجد دموعه الجوفية لتسقيها وتنمو له حبيبة طاهره من جديد .. وصل لسيارته وضع غادة في المقعد الخلفي واخذ مكانه ليقود لكن لاحظ ان ثوبه الابيض مليء بالدم من الوسط ومن كمه اغمض عينيه واخذ نفساً وخرج من هذا المكان عائداً للعالم الذي يعرفه ..
شد بيديه على المقود ينظر لغادة من المرآه الامامية .. كانت مستلقيه في الخلف في وجهها بقعة حمراء شك ان تكون صفعة من يد ملطخه بالدم كانت شفتها بيضاء ووجهها مائل للزرقه ودموعها رغم انها غير واعيه كانت تسيل بكثره كنهري دجلة والفرات ليس لها قرار... حسدها على شيء واحد انها تستطيع البكاء .. اراد لهذه الحرقة في قلبه ان تخرج بـ أي صورة وبأي شكل فهو يشعر ان حمله بدأ يزداد لدرجة انه قد يجثو على ركبتيه عاجزاً عن حمله .. لماذا اخذت الحبوب في وقت كان يحاول بناء عائلة معها وتركتها عند لقاء حبيبها .. لقد سأل الطبيب اذا كان ممكن ان يحدث الحمل وتأتي الدورة الشهرية وأكد له ان بعض النساء تأتيها الدورة طوال شهور الحمل والبعض الآخر تأتيها في بداية الحمل وتكون علامة على حملها لكنها تعتقد انه دورة شهرية .. الشيء الذي يرفضه عقله ان يكون سلطان هو حبيبها .. مستحيل لكن قد يكون وقع في سحرها هو ايضاً ..
دخل بسيارته البوابات الكبيرة لينادي على خادمتين .. ساعدن غادة على الدخول للفيلا الكئيبة كما اسمتها ريم كانت غادة تجر قدميها مرفرعة تقريباً بـين أيدي الخادمات وجهها مبلل من الدمع وشعرها ملتصق على جنبيه ..بينما وقفن بقية الخادمات يراقبن زوجة صاحب المنزل ملطخه بالدماء غير واعية وزوجها خلفها ملطخ ايضاً محمر العينين ...
كانت الخادمة ليزا تراقبها باهتمام مالذي جنته هذه المره ؟ لكن عندما سقطت غادة اسفل الدرج ولم تستطع الحراك حاولن الخادمات رفعها لكن لم تستطيع الدخول لنفس الزنزانة ألقت بنفسها تحت اقدامهن كخرقة بالية وبدأت بـ الصراخ بضعف والبكاء بصوت ابح وهي تضع يديها مكان جنينها الخالي الذي فقدته قبل ان تحدد شعورها نحوه ...
كانت تبكي وتنادي والدتها ..
تحت مسامع ماجد والخادمات
تراجعت الخادمة ليزا للخلف في خوف فـ حتى في ديانتها الكاثوليكية يعاقب الظالم بقوة نواح المظلوم وهذا ماجعلها تخاف كلما زاد نواح غادة ..
حملنها مرة اخرى لتوارى عن ماجد الذي صعد لغرفته ليرمي دماء غادة بعيداً عنه ..
استلقى ماجد متعب جداً من كل شيء وغفى ..
:
:
دخلت غادة الغرفة كانت تملأ كل ماتلمس بدماء الجنين البريء كأنها توثق ماتعرضت له.. اخيراً استلقت على السرير وسمعت الباب يُغلق عليها لكن بدون قفل فلا قوة لها على البكاء فـ كيف بـ الهروب ,, حاولت سحب اللحاف على جسدها لكن لم تملك القوة لذلك .. فاكتفت ان احاطت جسدها بيديها واغلقت عينيها ..لكن لم تستطع النوم كانت ترتجف برداً وخوفاً ودموعها التي جفت دليل على ماحدث لها ..كل مااغمضت عينيها رأت تلك السيدة وهي تضربها وتفتح قدميها بقوة قبل ان تحقنها بابرة وهي تنظر لغادة بتشفي واستصغار ضمت رجليها على بعض و حاولت فتح عينيها على اخرهم لاتستطيع رؤية ذاك الوجه مرة اخرى حتى في الحلم .. سحبت جسدها المليء بالدماء حتى تجلس على السرير وبكت عندما رأت الفراش الابيض يتحول لبقع حمراء كبيرة ..
:
:
تحدث عبدالله مع ريم يخبرها برد فهد الذي قال انه لم يرى ماجد كثيراً بحكم سفره لكن في الاوقات القليلة التي رآه فيها يبدو مهموماً
ريم : احس غادة فيها شيء بس مضطره انتظر لين تجي امها ..
عبدالله : ريم صح ماجد له نظره غريبه في الناس وصح عصبي لكن ابداً مش متهور او ظالم
ريم ؛ ماجد مايهمني المهم عندي غادة
عبدالله : اكون معك صريح الاثنين مايهموني المهم عندي انتي ..!
:
:
وقف سلطان امام سمر ولم يخرجه من حالة الذهول سوى هاتفه حيث وجد هشام نواف وامسك به ..
نظر للجاثمة تحت قدميه ترتعد بـ خوف وألم ورعب مهما حقد عليها وهالته قوى الشر التي تحملها لم يتمنى لها مايرى .. وضع في رأسه خطط كثيرة عن كيفية ابعاد سمر عن ماجد وعن كيفية اخبارها انه يعلم كل شيء عن خططها .. لكن لم يدر بـ خلده ولا واحد بالمية ان يقف هو وهي وقت الحساب بهذا المنظر
سلطان الله يخليك استر علي ..!
سلطان وعينيه مليئة بالدموع : وغادة ياسمر من يستر عليها وهي العفيفة .. ماعتقد الموقف يحتمل موعظة لكن ياسمر هذا ماجنت يداك ..
سمر : تكفى استر علي تكفى ..
اخذ نفس عميق ولأول مره يتمنى ان يملك جبروت وقوة ماجد وقال لها : تبيني اتصل بـ امك والا ابوك لان الي فعل هـ العمل لازم يتحاسب ؟
صرخت سمر : لاا سلطان لا تكفى لاتقول لاهلي ..
سلطان : ماقدر اخليك كذا ومااثق فيك تلصقينها في ماجد او حتى فيي لذا لازم ابلغ واحد منهم ..
:

قبل الوداع ارجوك لا تذكريني للكاتبه البارونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن