" الفصل الـ ٤٤ والأخير "
:
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون
يهون مع البعد جُرح الأماني
ولكن حبك .. لا يهون
م.ن
:
:
جلست غادة في الحديقة تنتظر السيارة التي ستقلها لبيت والدتها .. التي ستأخذها من هنا وإلى الابد .. لاتريد ان تتذكر منظر ماجد عندما تركته .. اغمضت عينيها بقوة تطرد صورته .. تطرد صوته وهو يتوسلها : .. لاتكملين غادة .. حتى كلمة اسف تافهه بس عطيني فرصة اعوضك ..؟؟.. اطلبي التعويض الي يشفي غليلك ..
تركته يقف في وسط الغرفة يتوسلها وعادت لغرفة الملابس واخذت مذكرات والدته واخذت يده .. لم يخفاها تغير ملامحه بعد تلامس ايديهم ولم يخفاها ..نظرته المنكسره ليده الكبيرة في يدها الرقيقة وضعت مذكرات والدته في يده وقالت : هذا جواب سؤالك الاول ..
نظر للمذكرات فوضعها جانباً وامسك يدها : وش تبين عشان تسامحيني وتنسين وتفتحين معي صفحة جديدة ..؟؟
سحبت غادة يدها وعدلت وقفتها وقالت : تتعالج !! هذا جواب سؤالك الثاني ..
ابتعد ماجد وبجبين مقطب : انا مش مريض.. وماحتاح علاج ..!!
غادة : هل تقول ان كل عذابك لي بذهن صافي وواعي ومتأكد من خيانتي .. هل وجدت شاهدين لذا انزلت عقابك علي .؟
ماجد : لا بس انا ...
غادة : انت مشكلتك هنا ووضعت اصبعها على صدره وهنا ووضعته على رأسه .. افتحهم واترك الاشباح تطلع. .. (وآشرت على مذكرات امه )؛ تعرف وش ذا ؟
ماجد : لا
غادة ؛ هذي مذكرات امك صيته بندر العالي.. اطلب لي سياره باروح ..
وتركته ونزلت ..تعلم انه لن يتركها بدون محاولة اخيرة انتظرت السيارة التي لاتعلم هل ستأتي لتقلها ام تعتمد على نفسها للخروج من هنا .. سمعت خطوات بطيئة متردده خلفها تعلم جيداً انها له ..
التفتت غادة لتصدم بمنظر وجهه لقد فتح المذكرات ونظراً للوقت القليل الذي استغرقه للحاقها لم يقرأ كل شيء فقط قرأ مايبدو انه اصابه في مقتل كانت تشعر بالبرد وهي عادة لديها ان تشعر بالبرد عندما تحزن .. يبدو ان ارتجافها لم يخفى على ماجد لذا خلع جاكيته ووضعه عليها ..بحنو وضعه على اكتافها فوق عبائتها وجلس بجانبها لم يتكلم ولم تتكلم بل كأنهم غرباء ينتظرون قطار ليقل كل منهم لوجهه ومكان مختلف ..عرفت من طريقة تنفسه ان صدره مزدحم لذا ارادت ان تنهي الانتظار : كلمت سواق ..؟
ماجد بيأس وبدون ان ينظر لها : غادة لاتتركيني ..!!
نظرت غادة له طويلاً حتى لانت ملامحه اعتقاداً منه انها ستستجيب لطلبه .. ثم وقفت ورفعت احدى يديها ليسقط الجاكيت ارضاً تحت اقدام ماجد وذهبت ناحية البوابة.. لن تسمح له باحتجازها مرة اخرى .. عندما فتحت البوابة وجدت السائق الذي ركض ليفتح لها الباب بسرعة ركبت ونظرت ناحية ماجد لتجده مازال يجلس مكانه وكأنها مازالت تجلس بجانبه .. ينظر للجاكيت المرمي ارضاً ..
:
فالعطر عطرك والمكان.. هو المكان
لكن شيئا قد تكسر بيننا
لا أنت أنت.. ولا الزمان هو الزمان
م.ن
:
:
" بعد ثلاث سنوات "