٣٢

2.1K 31 1
                                    


" الفصل الـ ٣٢ "
:
:

في ليالي الخريف
حين أُصغي ولا شيء غير الحفيف
ناحلاً كانتحاب السجين
خافَ أن يوقظَ النائمين
فانتحى في الظلام
يرقب الأنجمَ النائيات

م.ن
:

:

جلست غادة على طرف الشباك تنظر للسماء وتفكر في واقعها المؤلم في الأرض ... تحسد الطير المُحلق بعيداً ..اكتفى ماجد بزيارتها صباحاً بعد تلك الليلة ثم اختفى يومين فـ إجاباتها لم تعجبه توقع ان يجدها بعد انتهاگه لجسدها مطيعة في اعطاء الاجابات ..
عندما دخل عليها ذاك الصباح نظيفاً متأنقاً وگأنه لم يكن سادياً منذ ساعات
جلس على الكرسي الموجود وهو ينظر لها ترتدي قميص رجالي كبير يستر حتى نصف فخذها لكن لاخيارات لديها : تبين تطلعين ؟
غادة ؛ ايه
ماجد وهو ينظر لساقيها : قوليلي من الي كنتي تعرفينه ؟
كانت واقفه في منتصف الغرفة لتتراجع وهي تمسك رأسها : انت مصمم اني ممكن اخون قبل كل شيء ديني وتربية امي ..
ماجد : اقبل بـ أي اجابة !! كنتي تعرفينه قبل الزواج ؟ يهددك ؟ لاتعطيني تفاصيل ! عطيني بس اسم ! واتركك الآن واعطيك ورقة فيصل ..!
غادة : قل لهم يعطوني ملابس ! وجلال صلاة
وفتحت يديها مؤكدة خلوها : ماقدر اصلي كذا !!!
وقف ماجد واقترب منها : شلون كنتي تتواصلين معه ؟
فاض الكيل بـ غادة فـ التقطت كوب الماء بـ جانب السرير ورمته به تبدد بعض غضبها حتى وان تجنبه ماجد جيداً وارتطم بالجدار ..لم يتحطم فـ ماجد وصى بأن الادوات التي تأكل بها ليست زجاج خوفاً من تهورها .. وكأن عقله المريض صدق انها ستترگ الحياة هرباً منه .. اي غبية ضعيفة .. يظنها ..!!
اخرج ماجد الجوال ورفعه امامها : ماشتقتي لـ صوت امك ؟
غادة بقلة حيلة : خلني اكلمها اكيد قلقت ..!
ماجد : اذا حصلت على الإجابات التي انتظرها
غادة : ماعندي غير الي قلت ..
ماجد : لو غيرتي رأيك بلغيهم ينادوني ..
وخرج ..
تبع ذلك الصباح ليلة طويلة مؤرقة ثم صباح بائس ثم ليلة طويلة مخيفة مره اخرى ثم هذا الصباح حيث بدأت غادة تفقد رغبتها بكل شيء .. صحيح اصبحت لديها ملابس وجلال للصلاة لكن لم يتغير شيء .. هي فقط تريد الخروج ..تريد سماع صوت والدتها تريد الجلوس مع اخوتها ..تكره ان يأتي الليل ..
دخلت الخادمة تضع الصينية ونظرت غادة للباب : نادي السيد ابو ماجد
الخادمة : السيد ليس موجود الآن ..
غادة : اذا جاء اخبريه اني اريد رؤيته
الشخص الذي وقف بعيداً خلف الباب كان اكثر من امنية لـ غادة : روان
دخلت روان تنظر لغادة بـ رأفة : غادة كيفك ؟
غادة : روان ابي اكلم لازم
نظرت روان للخادمة : جيبي موية وين موية !؟ اكلم السيد ماجد
لتنظر الخادمة لخلو الصينية من الماء وتخرج مسرعة : خذي .. كويس الخدامة ماتفهم عربي ..
فتحت غادة الهاتف بسرعة ليسمعوا خطوات الخادمة خبأته غادة تحت السرير ..
روان وهي خارجة خليه معك ..
خرجت مسرعة تشعر على الأقل بارتياح لأنها ساعدت غادة ولو قليلاً
:
:
مازالت مضاوي لاتصدق حديث ليزا التي اخبرتها ان الخادمة الاخرى قالت ان زوجة السيد تخونه وانه وجدها مع رجل كان هذا كافياً لجعل رأسها يدور فالفتاة كانت تتصنع الفضيلة رسمياً .. نادت ماجد اثناء نزوله مسرعاً ؛ نعم
مضاوي : حبيت اشكرك على الراتب الي رجعته مهما كان قلبك ماطاوعك تقلل من قيمة خالتك
ماجد بحاجب مرفوع : هذا الي عندك ؟
مضاوي : لا بعد باقولك انك مهما كان انت بعد ماتهون علي والي عرفته عن زوجتك وهي تحمل اسمك غير انه صدمة لي هو تقليل من مكانتك وروجولتك
ماجد بعصبية : من الي قالك ؟
مضاوي : الخدم ياماجد ماتقدر تسكر افواه الناس ..! الحين ينتشر الخبر وانت كرامتك ماتتحمل ولا مكانتك في المجتمع غير ان صاحبها الله لايبلانا ممكن يكون يعرف هي مين وزوجة مين ..
ماجد : قفلي على هذا الموضوع ولااسمعه حتى بالهمس
مضاوي : لاتنسى اننا في نفس المركب وكرامتنا ومكانتنا وحده .. يوم اقولك خذ سمر ع الاقل عارفين معدنها وشرفها هذا انت جبت وحده الله اعلم وش بيطلع منها بعد ..
تجاوزها ماجد هارباً من الحقيقة التي ولأول مره تتفوه بها مضاوي ..التي مازالت واقفه لحين دخول زوجها : وش فيه ماجد مايشوف قدامه ؟
مضاوي : مالومه تعال اقولك وش السالفة ..
اخبرت زوجها بكل شيء مع الكثير من المبالغة ..
:
:
خرجت الخادمة فهرعت غادة للهاتف واتصلت على والدتها طالما كانت لمستها وصوتها وقوداً لها ..
اخذت تحدث والدتها التي سألت عن هذا الرقم فـ اخبرتها انه من ارقام ماجد وانها لاتلتفت لجهازها لان ماجد غيور جداً .. تعمدت وضع هذه الملاحظة لوالدتها حتى تعذرها ولاتتوهم باشياء اكبر .. ولانها تعرف والدتها الفاضلة جداً سمعت منها ماهو متوقع : لا يايمة اهم ماعليك زوجك الحاجة الي تحسينها تضايقه بعدي عنها ..
كانت تتحدث وهي تراقب الباب والشباك خوفاً من وصول احد تحدثت مع نجد وفيصل وسمعت السعادة في صوتيهما ..!! سعادتهم اثلجت صدرها والكلمات المختنقة في صدرها تبددت لدى سماعها الاماكن التي زاروها وكيف قضوا اجازتهم في الدمام ..!
احتضنت غادة الهاتف بعد اغلاقه ودموعها التي عرفت طريقها على وجهها جيداً تترجم مالم تستطيع قوله بالكلمات ..
:

قبل الوداع ارجوك لا تذكريني للكاتبه البارونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن