" الفصل الثاني عشر ":
اصبر وانا عارف ان اللي مضى ولى
لو البكى في غياب اهل الهوى سنّه
َ
يهون كل شي عندي فالزمان الّا
لاطاح دمعي على اللي مادرا عنّه
:
:كان فيصل يتكلم عن ماجد بإعجاب عظيم .. ويتكلم عن العزيمة والموجودين والمشاهير الي قابلهم والمواضيع الي طرحت .. كان اخوها الصغير يتكلم بـ حماس وإعجاب يختصر ويسهب .. يندفع ويتراجع و .. غادة تناظرهـ بنصف ابتسامه وتفكير غائب " ماشعور فيصل الآن لو اصرخ في وجهه اصمت !! "
افاقت من شرودها على سؤال فيصل : صح غادة ؟!
غادة : وش ياقلبي ؟
فيصل : احس لو اتواصل مع فهد وماجد يمكن اذا تخرجت يدخلوني كلية عسكرية او حتى الجامعة اذا ماجبت نسبة يعني بـ استفيد منهم !؟
غادة : اعتمد على نفسگ الي في حياتنا اليوم ممگن يختفي بُگرهـ .. الأفضل انك تعمل وتجتهد على انگ تجيب النسبة الي تدخلك الجامعة والقسم الي تتمناه ..! بدون الاعتماد على احد !!!
وبدون ماتقاوم رغبتها سألت : وش ودگ تدخل ؟
فيصل بتردد : خليني اخلص الثانوي بعدين اشوف ..
نجد الي تقاطعهم : يُمه ، كلمتك ام مرام ( وتوجه نظراتها لـ غادة )
ام فيصل : اي كلمتني بعد صلاة الجمعة مباشرة
غادة : انا قلت لك نجوده لايتعنون الناس ..!
فيصل : وش السالفة ؟
ام فيصل : ام مرام وامها وخالها بيجون اليوم يخطبون غادة يعني على كلامهم انه تعارف مبدئي ..
فيصل : متى ؟
ام فيصل : العصر ..
فيصل : الله عليك يالغالية متى ناويه تعلميني لادخل الرجال وانا بسروال وفنيلة
ام فيصل : توقعت حريم بس ..
غادة الي تسمع الحوار بـ قلب لاهي ..( هل ممگن الزواج يبعد شبح ماجد عني !؟ هل خال مرام هو الحل الي دعيت الله يرسله لي ..)
:؛
كان ماجد في الشرگة يوقع اوراق مع الشرگات الأجنبية ويراقب بورصة نيويورك ..كان دوام الموظفين يوم الجمعة مقتصر على ٧ موظفين في الإدارة ..
احمد : طال عمرك العصر أذن فيه شغل بعد العصر او لا
ماجد : لا خلاص يعطيك العافية ~
سكر ماجد اللاب توب ورجع على الكرسي ..
يعرف انه لو طلع من الشركة بيمر بيت غادة .. ويعرف ايضاً ان مرورهـ لن يشفي قلبه ..
وتذكر احداث ليلة البارح ..البكاء المكتوم الصوت الخائف ..
رجع ماجد يجلس : غادة .. غادة ..
ولا يقابل نداءه سوى شهقات بكاء
صمت من جهته كأنه يبجل بكاء غادة .. كأنه يعطيها الفرصة لتبكي حياتها السابقة او تبكي حريتها التي شيعتها بمعيته .. كان نحيبها يتردد في روحه ليصل صداه لذاكرته .. نحيب آخر من روح آخرى وقبل ٢٣ سنة في ظلام غرفة والدته ماجد يجلس على ضوء انارة الشارع المتسلل من الشباگ وعينه لمكان والدته في السرير الفارغ ..
اختنق الكلام واكتفى بهز رجله على الارض بتوتر وبصوت مخنوق : غادة ../ انا بـ آسكر الحين مقدر اقول أنا آسف لأن الأسف معناه الندم وانا ابداً ماراح اندم اني كملت طريق انتي بديتيه .. اذا مقَدر لي اعيش حياة بتكونين معي واذا مقدر لي اكون وحيد بتعيشين وحدتي معي .. واذا مقدر لي اموت بتبكين ياغادة بعدي اما فرح او حزن بس بتبكين بعدي ...
:
:
نزل ماجد واتجه لسيارته لوجهته المعروفة .. هل خجل من دمع غادة او خجل من رغبته القوية بتملكها هل من المنطقي انه السبب في دموعها ومع ذلك يتمنى يمسحها ~
: