" الفصل الـ ٣٦ "
؛:
وإن مزقتنا دروب الحياة
فما زلت أشعر أني إليكأسافر عمري وألقاك يوما
فإني خلقت وقلبي لديك
م.ن
::
فتحت غادة عينيها ببطء لتشعر بالدوار يلفها .. اغمضتها وفتحتها مرة اخرى ووجدت الغرفة غارقة في الظلام الا من ضوء بسيط هل كانت تحلم گ المرة السابقة .. ربما كانت تحلم وماجد لم يجدها .. هل سيتبعها هذا الخوف بقية عمرها .. رفعت نفسها لتجد كابوسها يقف ويضع يديه في جيوبه وشماغه على كتفه وينظر من النافذة الصغيرة للخارج بتفكير ويبدو عليه رسوم الحزن العميق ..
ابتلعت غادة ريقها بـ رعب وحاولت ان تعود لتتظاهر بـ النوم حتى تهرب منه ..
لكن ماجد سألها بدون ان يلتفت لها : تعرفين وش فيك ؟
غادة بضعف لاتعلم عما يتحدث : مافيني شي !!
ماجد : اغمى عليك وطولتي ماصحيتي لذا ناديت طبيب الاوتيل ..( ونظر لها ليعرف تأثير كلامه عليها ) تعرفين وش قال ؟
وضعت غادة يدها الرقيقة على صدرها وقالت برعب : انا دخت بس !! وش فيني !؟
ليصرخ ماجد بغضب كبته منذ اخبره الطبيب : انتي حامل .!!! حااامل !!
تلقائياً وضعت غادة يدها على اسفل بطنها ورددت ببلاهه : حامل ؟
كانت ترمش بقوه خوفاً من الغضب الذي تراه في ملامح ماجد ..
اقترب ماجد منها وسحبها بيدها التي تضعها على بطنها وقال : ايه حامل ! لكن مِن مَن ؟
نظرت غادة له عقلها لايستوعب كلامه القى بقنبله ليتبعها بـ اخرى .. وهي تنظر له صامته .. كأنها تعودت ان تعرف منه عن نفسها مالاتعلم تنتظر دائماً تفسيره وتحليله تهمته وعفوه تسمع منه اخبار عن نفسها لاتعلمها ولاتتخيل وجودها ..
وقف ماجد مره اخرى ليقول لها وهو يتنفس بغضب : اجمعي اغراضك حجزت غرفه ثانية اختنقت في هذي ..!!!
وابتعد وهو يفتح الازرة العلويه لثوبه ويحاول ان يتنفس بعمق لكن كأنه يجد صعوبه في ذلك .. نظر لغادة التي مازالت في مكانها ليصرخ بها : بسرعه ..!!
وقفت غادة بسرعة خوفاً منه لتتعثر في اللحاف وتقع على ركبتيها .. ماجد لاشعورياً حاول رفعها لكن ابتعد وهو يمسح وجهه بيده ويضعها على رأسه وعيونه حمراء كالدم ..
وقفت غادة ببطء وألمها يزداد كانت تشعر بالخدر في أطرافها وبالتنميل تحت جلدها نظرت له كأنها تستأذنه ودخلت الحمام ..
اغلقت الحمام عليها وجلست على طرف البانيو وهي تضع يد على بطنها ويد على فمها ..( انا حامل !!؟ انا حامل بطفل ماجد ..!! وماجد غاضب جداً لانه يتوقع ان اي شخص في هالعالم ابو طفله الا هو .. )
افزعها طرقه الشديد على الباب : بسرعه ..!
غسلت وجهها وخرجت تنظر له تنفست برويه : انا حامل ؟
ماجد باحتقار : مبروك تبيني ابلغ ابو الطفل عطيني رقمه !!
غادة اعطاها الغضب بعض من الشجاعه لكن بتردد قالت : ابوه واقف هنا !!
ماجد يضحك : لا ماراح اسمح لك تلصقين ابن حرام فيني ..؟!!!
غادة تعلق نظرها في وجهه تقرأ ملامحه تبحث عن رحمه فيها عن انسانية عن ماجد الذي احبت لكنها اصطدمت بملامح صلبه قاسية حتى لو ذبحها ستدافع عن نفسها بضعف : ماجد انا مالمسني الا انت ..
نظر ماجد لها وجهها نحف قليلاً مما جعل عيونها تبدو اكبر كانت تبدو كطفلة في المدرسة بلباسها الوردي وشعرها المرتب ووجهها النظيف نظر ماجد داخل عينها عله يجد نفسه التائهه لكن لم يجد الا مخادعة تحاول استمالته ..اعطاها ظهره وقال بتعب : جمعي اغراضك ..
اقتربت غادة منه وبعد تردد لمست ذراعه وكررت بتأكيد : ماجد انا مالمسني الا انت ..
لكنه نفض يده بقوه اخافتها ونظرلها بعينيه القاسية وقال وهو يحاول تمالك اعصابه : لاتنطقين اسمي ولاتلمسيني ولا تحاولين تأثرين علي .. انا عرفتك الان على حقيقتك .. عرفت ليه هالوقت استنجدتي بسلطان وهربتي.. عرفت انك بنت شوارع بتمارسين اخلاقك الزبالة وانتي تحملين اسمي .. لكن الحين النهاية ياغادة يالله البسي عبايتك ..
( كم ذنوبك ؟ ..لاتُعد ولاتُحصى !!.. اضف لها ايضاً واحده ..!! فـ النار واحده والعذاب واحد .. لاجنة لك عندي ياقاتلي .. )
: