٤٠

2.5K 29 1
                                    


" الفصل الـ ٤٠ "
:
:

نحن الذين نجيء في صمت
و نمضـي في سـكون
نحن الحيارى الصامتون
نحن الخريف المر ، نحن المتعبون”
م,ن

:
:
"...ولادة ماجد كانت من اجمل الآلام التي مرت علي .. نعم لقد كانت حياتي سلسلة من الآلام .. وقول هذا مؤسف حقاً .. بدأت بـ ألم فقدي لوالدي .. كان رجلاً عصامياً وعدنا انا واخوتي بـ اشياء كثيرة .. لكن توفي قبل ان يحققها .. كان ألم فقده .. گ اقتلاع جزء منك ليبقى للأبد ينزف .. ثم ألم وفاة والدتي قبل حتى ان نفيق من صدمتنا الاولى .. ثم ألم رميي واخوتي عالة على عمي .. ثم رمي عمي لنا .. واعادته ايانا لمنزلنا القديم الذي فقد الدفء القديم .. متحججاً بكوننا كباراً على اليُتم .. .. ثم ألم زواجي بـ عبدالعزيز وماتبعه من آلام .. لكن اجملها اطلاقاً .. كان حضور ماجد .."
:
:
أغلقت غادة الدفتر واعادته لمكانه تحت مخدتها .. تشعر انها بدأت تنفصل عن الواقع تنسلخ لـ تعود لزمن آخر .. تخرج من آلامها لـ تعيش آلام شخص آخر ..
: غادة
: عيوني
نجد : امي تبيك ..
نزلت غادة تتبع اختها الصغرى لوالدتها التي باتت تلح عليها كثيراً.. لمعرفة مابها .. منذ ذالك اليوم .. ومافعله ماجد بها .. حتى انها بدأت ولأول مره منذ نعومة اظافرها تتجاهل وجود غادة وتغضب منها .. في كل مره تسألها والدتها ترتعش حتى لمجرد الذكرى فما بالك بالبوح .. اقتربت من والدتها واحتضنتها : ناديتيني ياقلبي ..
والدتها : خذي وروحي مع اختك اشتروا فساتين لملكة ريم
ابتسمت غادة : انا عندي فستان ..
والدتها : انتي صرتي تعصيني ..
غادة بهدوء ؛ لاوالله ماعصاك يالغالية ..بس فعلاً انا عندي فساتين .. عندي فستان ملكة مها وفستان ملـ .. طرفت بعينها ولم تستطيع اكمال جملتها التي عرفت والدتها انها ( فستان ملكتي .. وهي التي تعرف ان ابنتها اشترت فستان وارتدت آخر من جهاز ماجد الذي احضره ..)
ام فيصل : غادة ! قلبي يتعب من شوفتك كذا
غادة : سلامة قلبك .. انا عمري ماخبيت عنك شيء وماراح ابدا الحين .. ( وجلست ..وامسكت بيد والدتها ذات العروق الخفيفة ..) انتي عمرك ماكنتي في حياتي ام وبس .. انا وعيت وانتي امي وابوي وصديقتي المفضلة .. انا قبل لااحسد صديقاتي في الابتدائي على وجود اباء في حياتهم ألتهيت بـ حسدهم لي على وجود ام مثلك في حياتي .. اعرف انك تعرفين اني تعبانة لكن باقولك حاجة وحده ماتوقعت ان اجهاضي بيسبب لي هـ الدمار ( وابتلعت ريقها ونظرت مباشره لعين والدتها ) .. والشيء الثاني مـ .. مـ ـا ( ثم اخذت نفس وغيرت ماكانت تقوله لـ ).. ماتوقعت انني بانصدم بشخصيته الي غير عن شخصيتي ..
قدرت والدتها صراحتها : طيب يابنتي طمني قلبي .. اجهاضك بسببه .. معتدي عليك بأي شكل ..
غادة : اجهاضي كان بسببي انا .. وصمتت ..!!
..
لم تكن تحمي ماجد ابداً فـ هو لايستحق .. كانت تحمي والدتها في المقام الأول وتحمي نفسها من سرد ماعانت مره اخرى ..
وقفت وقالت لنجد لتشتت انتباه والدتها : تبينا نروح للسوق ندور لك فستان..وناخذ لنا شالات طقم فساتيننا لان ممكن يكون برد
ابتسمت نجد : ونتعشى انا وانتي وفيصل برا ..
غادة : تم
:
:
في مكتبه منذ مكالمة والدة غادة وهو يهرب من نفسه للعمل .. الملامة في صوتها قتله .. الحماية بضراوة في صوتها قتله .. معرفة ماتفتقده شيء .. ومواجهة ماتفتقده شيء اخر .. لم يسمع هذه اللهفة في صوت احد له ابداً .. ان تكون في نظر من حولك فوق الاهتمام فوق الحاجة للمساعدة .. امر محزن .. اتصال ورده جعله يخرج من افكاره : الو
عماد : طلعت مع اختها واخوها للمول ...

قبل الوداع ارجوك لا تذكريني للكاتبه البارونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن