" الفصل العشرون "
:
:
أتوب من حُبها حتى اذا ابتسمت
اتوبُ من توبتي من ذلك الحُبُ
م.ن
:
:
نزلت غادة من غرفتها ومعها عبائتها رغم انها لم تقابل سلطان ابداً ..لكن تفضل الاستعداد دائماً
وجدت ابو ماجد وحيداً في الصالة وامامه القهوة ويقرأ جريدة !! وليست المرة الاولى التي تراه هكذا ..!
سلمت فرفع نظره كأنه يفكر هل يرد او لا لكن يبدو انه وجد الرد سهلاً : وعليگم السلام
جلست غادة بعد ان ارتدت عبائتها ووضعت طرحتها بجانبها واخذت تراقب هذا الرجل .. يقرأ جريدة !! لماذا خُيل لها ان الزمن توقف معه عند وقت معين .. وان السنين فقط وضعت علاماتها على شكله الخارجي شيباً وتجاعيداً شعرت انه ينظر لزوجته كخطيئة مُتحرگة رغم انه ليس اول او آخر رجل يتزوج اخت زوجته المُتوفاهـ ..!!
لم يتحدث ماجد عن والدته ولم يتحدث عن خالته .. في الواقع كان ماجد يذهب الصباح مبكراً وهي نائمة ويعود ظهراً ويذهب عصراً ويعود المغرب وبين المغرب والعشاء كان يعمل من المنزل ويجبرها على الجلوس معه وهو يعمل يمسك بيدها واحيان يضع يدها في حضنه وعيناه على شاشة الكمبيوتر .. كان هذا الرجل يملك طاقة قوية للعمل ..! وطاقة اقوى للحُب فـ هو حين يكون معها لايجعل لها فراغ منه يملأها حتى الثماله .. يحدثها عن كل شيء الا نفسه ويسألها عن كل شيء حتى نفسها ويناقش اجوبتها ويسأل ويطلب منها التعليل على كل ماتقول .. يستيقظ مبكراً وينام معها متأخراً .. يعمل على جهازين في شرفته ويطلب منها الحديث معه .. هذا الرجل تكاد تجزم انه آلة عمل نسي نفسه ..
سمعت خطوات مضاوي قادمه : ماشاء الله !! وش مجلسگ هنا ؟!
غادة بأدب مستفز : شفت عمي لوحدهـ قلت اجلس معه ..
رفع ابو ماجد نظره لها وكأنه يراها لأول مره يعرف ان ماجد محظوظ جداً وكأن صيتة اعطته حظها من الدنيا عندما رحلت .. او دعت له دعوة مازالت استجابتها تغطيه گ السحابة !!
مضاوي : روحي لـ غرفتك ؟
تجاهلتها غادة واخذت القهوة والفناجيل صبت لعمها الذي رفض فـ أخذت فنجاله وارتشفته بـ هدوء
مضاوي : انا اكلمك !!
غادة : تفضلي ..
مضاوي : قلت روحي لغرفتك ..
ياولد
قاطعها صوت سلطان مردداً ياهل البيت ..
تغطت غادة وهمت بالوقوف للذهاب .. لكن سلام سلطان استوقفها لترد السلام ثم تذهب ..
وجدت ان سلام سلطان كان مرحباً جداً كان يسألها عن حالها مذيلاً سؤاله بگلمة ( وانا اخوك ) .. نعم لفيصل نظره ثاقبة فهذا هو الافضل في العائلة ..
:
:
صرخت سمر في الهاتف غاضبة تتمنى ان تستطيع الخروج لقتل روان وغبائها : حاولي
روان : قلت لك ماقدرت ماتجلس جنبي وماتتكلم كثير معي .. كيف اخليها تقول الكلمات الي تبينها ..
سمر : سجلي كل شيء اسأليها عن مكان راحت له عن اهلها عن دراستها عن ملابسها كل ماتكلمت كثير كل مالقينا الكلمات الي نبغاها في التسجيل ..
روان : طيب وبعدين انا لي اسبوع ارد على نواف وانا مو طايقته عشانك
سمر : حلو خليك كذا حسسيه انك مو زعلانه لكن مصدومه عشان يحاول يراضيك ويحوز على ثقتك مره ثانيه
روان تتأفف وتجلس : طيب وش الكلمات الي تبينها نسيتها
سمر بـ خبث : استدرجيها وخليها توصف شيء جميل او طلعه حلوه اسأليها عن الزواج واذا انبسطت فيه اي شي المهم خليها تتكلم كثير والباقي نحله بعدين ..!!
:
:
دخل ماجد البيت غريب كيف انه اصبح يذهب متثاقلاً للعمل ويعود خفيفاً كانت غادة هي المكافأة التي تنتظرهـ في المنزل .. كثيرة هي الوجوه العابسة في هذا البيت لكن وجهها مازال مبتسم وكثيره هي الانفس اللامبالية لكن نفسها مازالت تهتم وتذكر عندما وجدها تجلس في الصالة العلوية مع اميرة تلون لها في دفتر تلوين ..!!
وجد ابوه ومضاوي وسلطان : السلام عليكم
سلطان : وعليكم السلام تعال تقهوى
ماجد : لا باطلع غرفتي ... وقبل ان يذهب تكلمت مضاوي : بلغ زوجتك لاتنزل كاشفه ملط ترى سلطان موجود موب معقولة كل مادخل شافها ..
سلطان الذي بُهت من كلام والدته : الله يصلحك ماشفتها من يوم جت الا اليوم وبعبايتها ..!!
لكن ماجد الذي صعد ركضاً لم يسمع كلام سلطان..
سلطان : يمه ابتعدي عن ماجد وزوجته !!
مضاوي : خلك مني شفت كيف ركض !!؟ ليه مو واثق فيها !؟
سلطان بتأكيد : يمه ترى ماجد مش مثل غيره صبور ويقدر القرابة .!!
وارسل نظره لوالده الذي يعرف مغزى كلامه وذهب..!!