٣٤

2K 31 0
                                    


:
نمشي وقد طال الطريق بنا ..
ونودُّ لو نمشي إلى الأبد ..
ونودُّ لو خلت الحياة لنا ..
كطريقنا وغدت بلا أحد
م.ن
:

:

قفزت غادة مذعورة .. وضعت يدها على قلبها الذي كاد يقفز .. شعرت بدوار وغثيان .. فوقفت متسنده على الجدار للحمام .. لم تعد تحتمل ابداً ..! ليجدها ماجد.. لتعلم امها عن رأي زوجها بها ..ليعلم فيصل عن اموال ماجد .. ليصدقوا انها خائنة .. او ليقسموا ببرائتها .. لاتهتم .. لتصدم نجد باختها .. لاتأبه .. اين هم على اية حال .. ماذا يفعلون .. هل يفكرون بها ام يعتقدون انها تداري زوجها الثري .. لم تعد تهتم .. لاشيء يستحق هذا الخوف والهرب لاشيء .. لم تفعل مايستحق هذا الألم ..
خرجت من الحمام تمسگ رأسها المتعرق رغم برودة الغرفة بعد ان فرغت معدتها الفارغة اصلاً .. تهالك جسدها الضعيف ارضاً .. تشعر بـ البرد بسبب التگييف المركزي .. احتضنت نفسها و رثت لحالها .. وبكت .. بگت لدرجة انها من هذهـ اللحظة عرفت ان الجسد يبگي والروح تبگي والقلب يبگي .. حتى مسامات الجلد تبكي .. علمت ان البكاء ليس مقتصراً على العيون فقط وليس مختصراً على الدموع فقط له الف شگل والف لون وهي جربتها جميعها ..!!
:
:
قفز ماجد مع الخادمة للغرفة فتحها بقوة .. ليجد الفراغ .. توجه للحمام .. الفارغ ايضاً .. بدأ يشعر بـ الغضب وشيء آخر احساس اخر تسلل لقلبه .. الخسارة نعم .. شعر بالخسارة ..
تحدث مع الخادمة وهو يتصل بجواله :متى علمتي باختفائها ؟
قبل ساعة عندما احضرت لها الاكل ؟
ماجد : والصباح ؟
الخادمة : لم تكن تأكل فلم احضر لها فطوراً !!
وفي الهاتف : هات تسجيل كاميرا البوابات بسرعة !!
نزل لتحت ليسأل اذ كان احد رأى غادة
ليصدم بشحوب روان : لا والله ماشفتها
ماجد : احد دخل عليها ؟ كلمها !؟
روان : لا ابداً ..
وخرج مسرعاً
اما روان التي كانت خائفة منه لكن مشفقه عليه يكفي انها انصدمت بخطبته لـ سمر التي لاتستحقه ابداً .. ليهتف عقلها ان غادة ايضاً لاتستحق مافُعل بها ..وانه من السيء لها ان يحصل الجميع في هذه الدنيا على مايستحق ..انتبهت لصراخ والدتها .. وركضت للطابق العلوي ..
:
:
عبدالعزيز انت وش تقول ؟!
ابو ماجد : الرجال كلمني انهم مسويين حادث واكمل بصراخ : مدري من حي ومن ميت ..!!
لتجاوبه مضاوي بالصراخ : خذني لعيالي .. وينهم عيالي ..
ابو ماجد : لاحول ولاقوة الا بالله .. كلمي كلمي سلطان والا ماجد
خرجت مضاوي من غرفتها تنادي روان بصوت مكلوم : روان .. روان
روان تقفز الدرج بسرعه : وش فيه ؟ سلطان فيه شيء ؟
مضاوي بدموع وصراخ : هاتي عبايتي اخوانك الصغار صار عليهم حادث ..!
لتتراجع روان بصراخ مدوي : لااا اميرة ومحمد .. لا
:

:

اخذ ماجد التسجيل بيد ومفتاح السيارة بالاخرى ركب سيارته ليفتح التسجيل في جهاز السيارة .. ينظر لها وللطريق ليخرج من الفيلا لاوقت لديه ليضيعه سيتوجه اولاً لمنزل عائلتها .. رغم انه يعلم انهم في الشرقية ..لكن لن تذهب لمكان آخر .. فلا اقارب لديها ..
لكن منظر غادة وهي تركض بعبائة مزخرفة لتركب في المقعد الخلفي لسيارة سلطان ..!!! جعله يتوجه اولاً لمنزل سلطان ..بسرعة قصوى غير مهتم بأي من تعليمات السلامة او الطريق ..
وعند الباب تجاوز العماله المنتشره في المنزل ليصرخ : سلطان !! سلطان !!
الحارس : سلطان غير موجود
ماجد : متى يجي ؟
الحارس : لاأعلم ..
لم يصدقه فصعد الدرج قفزاً يبحث عنه في الغرف ليتأكد انه غير موجود .. او ان غادة ليست موجودة
خرج مسرعاً لسيارته سيذهب لمنزلها .. سيجدها هناك ..!
اصطدم اثناء خروجه بفتاة ليوقعها ارضاً وهي تصرخ : بسم الله
لكن ماجد لم يلتفت حتى لها بل اخرج هاتفه شبه راكض واتصل بـ سلطان .. وهو يعلم انه لن يرد ..!
وقفت نهلة تنفض عنها الغبار وتنظر للخارج بسرعة البرق ... هو لم يلتفت حتى فما بالها بالاعتذار .. تعرفه جيداً هذا ماجد العالي ( الي مالي الدنيا وشاغل الناس ) .. لا تنكر انها بُهرت بمنظره وطوله فالصور لم تعطه حقه ابداً .. لكن مع ذلك هو لايقارن بلطافة سلطان ولاوسامته الهادئة ..
واتصلت بسلطان ليرد : هلا مهندسة نهلة
نهلة : اخ سلطان انا موجودة في الفيلا معي عينات الخشب لتركيبة المطبخ باحطها عند الحارس عشان تختار وارجع لان مامعي احد فما اقدر اطول
.. كانت تتكلم وسلطان ينظر للمكالمة التي تأتيه كانتظار ويبتسم وهو لاينكر خوفه ( لقد علم ماجد ) وهذه تريدني ان اختار لون المطبخ !!!
نهلة : اخ سلطان انت معي ؟
سلطان : ايه ايه اختاري انتي اي شيء مناسب مش مهم ابداً ..
نهلة : ان شاء الله بس اتمنى مافيه مشاكل لأن اخوك كان موجود هنا واعتقد ان عنده مشكلة ..
سلطان بضحكة سحرتها : لا ، في الواقع المشكلة عندي انا وهو جاي ياخذها لذا اعذريني ..وسكر
.. ابتسمت نهلة وهي لاتعلم السبب ..
:
:
ركضت مضاوي وزوجها وابنتها في ممر المستشفى الابيض گ الموت وبارد گ الجليد ليجدوا اميرة مجبرة اليد بلفافة على رأسها وتبكي بصراخ والممرضة تمسگ بها ؛ اميرة حبيبتي !!
اميرة : ماما .. ماما .. وين محمد .. انا شفته ..!! وجهه كله دم !!
مضاوي : باروح اشوفه .. عبدالعزيز .. اسأل عنه ..
خرج عبدالعزيز وروان للأستقبال ليسألوا عن محمد ..
احتضنت مضاوي ابنتها المرعوبة تكرر ان محمد سيموت .. ماما محمد بيموت .. طلع من السيارة ووجهه كله دم .. ماما
وامها تبكي بصمت وحرقة ..!
دخل عبدالعزيز خلفه روان منتحبة لتشهق مضاوي : وش فيكم ؟
عبدالعزيز : محمد في العناية المركزة حالته حرجه ..انا لله وانا إليه راجعون ..!
:

قبل الوداع ارجوك لا تذكريني للكاتبه البارونهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن