فتحت عيناها العسلية الواسعة بأهدابها الطويلة وأخذت تتمطئ بكسل و نهضت وجلست نصف جلسة ثم فتحت كتابها، التى كانت تذاكر فيه بالأمس قبل أن يغلبها سلطان النوم ، على إحدى صفحاته حيث تقبع صورة معذبها والتى أخذتها خلسة بمساعدة شقيقته منذ فترة.
تنهدت بثقل وحزن يجثو على صدرها كأنه جبل يرفض أن يتزحزح فيزيدها مشقة وعناء على ذلك العشق الذى تكنه له منذ الصغر دون إرادتها فهى أحبته رغم كل شئ كونها تكبره بثمانية أشهر وكونه عابث يتلاعب بالفتيات بينما هى نقيضه تخاف ربها في كل شئ.أخذت تتطلع للصورة بعشق شديد ودموعها تغلف عينيها مكونة طبقة كرستالية لامعة وأخذت تلامس الصورة بأطراف أصابعها وتنهدت بثقل فكم صعب الوصول اليه لعدة أسباب من إحداها إنه يعتبرها فقط كشقيقته وإبتسمت بمرارة حينما تذكرته وهو يقص عليها مغامراته مع إحدى الفتيات فهو يقص عليها بمرح وهى تستقبل الأمر بطعنات حادة تسفك بقلبها الصغير فتدميه دون رحمة أو شفقة.
وتساءلت متى سينتهي ذلك العذاب الذى زجت بنفسها فيه طواعية؟
مسحت عبراتها بكف يدها الرقيق كحالها ثم دست الصورة في موضعها و وضعت الكتاب مكانه ونهضت متجهة إلى الحمام لتغتسل وبعد فترة خرجت وهى ترتدى فستانا طويلا واسعا بلون الزيتى ثم وقفت أمام المرآة ترتدى حجابها الطويل وبعد أن إنتهت لم تنسي أن ترتدي نظارتها الطبية الكبيرة فهى جلبتها حتى لا يتضرر نظرها من كثرة الاستذكار إلا أن اعتادت عليها وأصبحت ترتديها طوال اليوم. ..نزلت للأسفل وجدت العائلة مجتمعة على طاولة الطعام ما عدا هو فهو ينام متأخرا ويستيقظ متأخرا.
سحبت الكرسى الذي بجوار والدتها قائلة بإبتسامة واسعة :- صباح الخير عليكم جميعا.
بادلها الجميع نفس الابتسامة وردوا عليها التحية.
هتف شقيقها الأصغر بمرح :- أهلا بالحجة حبيبة ونضارتها اللى أكبر من وشها.نظرت له بضيق فأردف معتز بصرامة :-
ولد عيب إحترم أختك الكبيرة.نظر له بإحترام قائلا :- حاضر يا حج. .
ثم أضاف بمرح :- ههههههه بصراحة مش ماشية معتز مع حج مش كدة؟ هقولك يا ميزو أحسن. ..نهره معتز قائلا :- ولد
رفع يديه بإستسلام قائلا :- حاضر يا بابا هسكت. ..
ثم وجه أنظاره لشقيقته قائلا :- يلا يا بيبة خلصى بسرعة علشان ما نتأخرش على الجامعة.نظرت له بتوتر قائلة بكذب:- أااا لا لا روح انت وأنا هبقى أخد تاكسي ورايا حاجة هعملها وهتأخر شوية.
أردف بهدوء:- أوك براحتك. .
كان مراد يتابعها ويتابع توترها وكذبها الواضح فهو يعلم تمام العلم ان إبنة شقيقته تعشق ابنه العابث حد النخاع فهو بالرغم من تفوقه وذكائه إلا انه كثير اللهو والعبث مع الفتيات.
أنت تقرأ
عشق لم يسطو بعد ( الجزء الثاني من ما بعد الجحيم )بقلم زكية محمد
Romanceأحبته منذ الصغر وأصبح كالإدمان بالنسبة لها وتغلل في أوردتها دون إرادتها ولكن الوصول إليه كان بمثابة أمر مستحيل . فماذا إن لجأت لخطة قلبت رأسها رأسا على عقب؟ أحبها وكبرت أمام عينيه وتحدى الظروف للوصول إليها فماذا إن تحول ذلك الحب إلى جحيم؟ هل سينا...