في إحدي قاعات الزفاف الضخمة دلف فارس وسليم وكلا منهم بصحبة عروسه اللتان أقل ما يقال عنهن نجمتين ظهرتا في سماء مظلمة فأنارتهما.توجهوا للمنصة الخاصة بهم وجلسوا في أماكنهم يتلقون التهانئ والمباركات من الحضور وكلا منهم في واد مختلف يسبح في أفكاره الخاصة.
إبتسم سليم بإصطناع ثم مال علي أذنها هامسا بسخرية:- اضحكي يا عروسة ليفتكروكي مغصوبة ولا حاجة.
نظرت له بقهر ودموع كادت أن تهطل لولا تماسكها فهو لم يكتفي بجروحها حتي يزيد منها ويضع عليها ملحا لتزداد ألما. متي يصدق إنها ليست مذنبة بشئ وان ما حدث دون إرادتها.
نظرت لوالدتها فرسمت إبتسامة بسيطة حينما لمحت الفرحة في عينيها هي ووالدها .
شجعت نفسها لا بد وأن تكون قوية وأن لا تنهار حتي إنتهاء الزفاف علي الأقل.علي الجانب الآخر كانت تنظر أمامها بشرود تشعر وكأنها تحلم وستستيقظ قريبا منه.
لقد تم كل شئ سألت نفسها ها هي قد نالت ما أرادته لما ليست سعيدة والهموم مثقلة علي صدرها مانعا إياها من التنفس براحة.
إبتسمت بمرارة فهو دون ذلك الحادث ما ارتبط بها من الأساس فهو فعل ذلك من باب رجولته وشهامته من أجل عائلته.
تذكرت حديث صديقتها بأن تعمل علي الإقتراب منه والإهتمام به حتي تفوز به.
وهنا تسائلت أهي مستعدة لهدر كرامتها مرة أخري من أجل ذلك الحب اللعين؟ أم تنتظر مدتهما المحددة حتي ينفصلا ويذهب كلا منهم في طريق؟
أفكار تعصف بها دون رحمة فتسقط بها في دوامة من الصعب الخروج منها.أما هو كان الغيظ منها متمكن منه بشدة. يلعن غبائها ذاك الذي أوصلهم لتلك الطريق المسدودة.
وما ذاد الأمر خطورة إنه يشعر بالإنجذاب نحوها بشكل يقلقه. ففي تلك المدة التي كان يعاقبها فيها كان يعاقب نفسه أيضا يود الإقتراب منها ولكن كبريائه يمنعه من آخر مشاحنة بينهم.
والأغرب إنه يشعر بالفرح الشديد بذلك الزفاف الذي ظنه في بادئ الأمر إنه مجرد مهمة وسينتهي منها.
نظر لها يطالعها بحالمية فهي تبدو اليوم مختلفة بدون نظارتها التي تخفي نصف وجهها وذلك الفستان الذي يجعلها كأميرات ديزني .
وابتسم بخبث حينما رأي تورد وجنتيها الذي يظهر عندما تخجل أو تغضب أو تتوتر .
وأتته أفكار وقحة كحاله وهو يمني نفسه (بقلم زكية محمد) بقطف المحصول خاصته اليوم .
ولكن ما إن تذكر ذلك الشيء الذي يؤرق مضجعه يصاب بالحزن والغضب الشديد من نفسه، ويلوم نفسه ويعاتبها علي ما إقترفت.كان مراد يطالعها بأسي وهو يشفق عليها وعلي ما وصلت إليه، لكن لينتظر حتي يري نتيجة ما تفعله فلربما تنجح وتجعل ذلك الأبله يحبها حتي ولو نصف مقدار عشقها له.
قاطع شروده صوت لمار الفرح قائلة:- ابننا كبر يا مراد وبيتجوز.
ضمها بزراعيه بحنان قائلا بإبتسامة:-
اه يا حبيبتي عقبال ما نشوف ولاده ان شاء الله.
أنت تقرأ
عشق لم يسطو بعد ( الجزء الثاني من ما بعد الجحيم )بقلم زكية محمد
Romanceأحبته منذ الصغر وأصبح كالإدمان بالنسبة لها وتغلل في أوردتها دون إرادتها ولكن الوصول إليه كان بمثابة أمر مستحيل . فماذا إن لجأت لخطة قلبت رأسها رأسا على عقب؟ أحبها وكبرت أمام عينيه وتحدى الظروف للوصول إليها فماذا إن تحول ذلك الحب إلى جحيم؟ هل سينا...