-مَساء اليومَ الأخير
بَعْدَ تحيّات وقُبُلات، بَعْدَ عَشاء وشَراب، بَعْدَ رَقص و أستمتاع، قَدْ حان الوَقتُ أخيراً، تحرّكَ جيوو بِالهَودج الملكي و إتجه لِحيثُ وَصف له الملك وجهتهُ، بَقيت هواري بِالحفل رفقة يونچو جانِب الملك السمين، هوانغسو أخذَ جيمين و وقفا أسفل دَرج الجِناح الشرقي، أما جونغكوك وتايهيونغ الآن يقفان أمام المكتبة الملكيّة، مالّذي قَدْ يَكُونُ بِها لِيتمّ غلقها لهذهِ القُرون والعُقود، هذا ما هُمْ على وَشك معرفتهُ..
بِحذر إتجهت يد الملك لِفتح المقبض الحديدي لِلبوّابة الضخمة، إزدرد ريقهُ ومسح عرق جبينهُ ثُمّ قَامَ بِلف قبضتهُ فوقَ المقبض، لَكنْ لم يتمّ فتحهُ، بِالطّبع لن يفعل، وإلا لم يَكُنْ مِّنَ الصّعب العُثور على السرّ طوال هَذَا الوقت، جَربَ الملك مُجدّداً و دَفعَ بكُلّ قوّتهُ، و باءَ الأمرُ بِالفَشل، و مُجدّداً دَفعَ مرّة اخرى، ولم يفلح الأمرُ، رفض المقبض أن ينفتح ورفضت البوّابة أن تتحرك، طَالَ إنتظارهُم لِبعض الدقائِق الطويلة فَقط بِمحاولتهُم لِفتح هذهِ البوّابة الكبيرة الغير مُجديّة لِيتنهد الملك بِثُقل، وكأنّ البوّابة تُريد شيئاً مُعيّناً..
و بهذهِ اللّحظة أقترح تايهيونغ أن يُساعدهُ قليلاً بِفتحها، بعد صمتاً خيم بينهُم كثيراً قَدْ تحدّث أخيراً لِلملك.."سألُف المقبض وأدفع بِكتفي و أَنتَ أدفع بِجسدكَ"
بعد تردُّد صغير قَدْ وافق الملك فَلا داعي لِإهدار الوقت أكثرَ مِّنْ هذا، تنحى جونغكوك عن البوّابة وأستعد جانباً لِيدفعها ثُمّ إقترب تايهيونغ وأمسكَ المقبض بِيدهُ، وحالما لمست أنامِل تايهيونغ مقبض البوّابة الحديدي سُرعان ما كانت البوّابة تُفتح وحدها دون الحاجة لِأحد يدفعُها..
إندهش الملك لِهذا كثيراً، كيفَ بحقّ قَدْ يحدُث مِثْلَ ذلِكَ!! لكنّهُ سُرعان ما لم يهتمّ بِالأمر طويلاً حتّى دلف لِلمكان وراء البوّابة العجيبة، وقَدْ كانَ الغُبار يصل لِلخصر مِّنْ شدّة تراكمهُ، الغُبار يُصعِب عليهُم تَنفسهُم، الرائِحة القديمة تُهلِك بِعقولهُم، الضباب يُعيِق رُؤيتهُم، وبعد إشعال قنديل مِّنْ الزيت يُنير لهُم وجهتهُم قَدْ حلّ عليهُم ظل ضخم عتم رُؤيتهُم ولم يعلموا حتّى إذا كان ظلاً أم أنّهُم لم يقوموا بِإضاءة المكتبة بعد، لكنّ أيّة إضاءة بحقّ ستقدر على إضاءة كَمِثل هذا المكان الشاسِع، حينما رفع الملك بصرهُ لِينظُر لِمَا أمامهُ إتسعت عيناه بِصدمة، حيثُ ظهر ما لَمْ يَكُنْ يتوقعهُ أحدهُم البتّة..
رُغم الضباب الرمَادي الكثيف المُحيط بهذهِ الغُرفة الضخمة الكبيرة الّتي بِالواقع لَمْ تَكُنْ مكتبة قط، هي فَقط كانت وعاء لِمَا بِداخِلها، إقترب الملك أكثر مِّنْ ما عجز عن تصديقهُ لِيتبعهُ تايهيونغ بِدهشة، كان إرتفاع هذهِ الغُرفة الضخمة يُعادل المائة وثلاثون قدم وإتساع عرض جُدرانِها الأربعة يفوق إرتفاعها بِقليل يُعادل مائة وستون قدم كُلاً مِنها علىٰ حِدىٰ، مِمَّا جعلَ مساحة الغُرفة أكملها تفوق المائة وستون ألف قدم مربع، مَدىٰ ضخامة هذهِ الغُرفة كانَ فَقط لِأجل إحتواء تِلكَ العملاقة بِداخِلها، تقدّم أكثر لِيبعد هذا الحاجِز الشريطي ويقترب لِهذا الجَسد العملاق، إرتفعت يداه ثُمّ لمس بِها جُدرانِها الخشبية الصلبة، و المكان حيثُ لمس بِالصُدفة قَدْ وجدَ كلِمات محفورة عليها بِلُغة بِلادهُ الأصل، مملكة إيروديت، وحينما حَسَّسَ فَوقها إستطاع أن يشعُر بهذهِ الكلِمات و الّتي كانت..
أنت تقرأ
ERODITE~
Historical Fictionإيروديت.. تَراوَدت سُمِّعة تلك المَملكة بين جاراتِها من المَمالِك كُلاً مِنهم بِشيء يُميزهُ عَن غيره.. إيروديت.. اسمعت بهذا الاسمُ مِن قبل؟ انها مَملكة البحرين من المَمالك السبع حيث يتم بِبساطة تزاوج حاكمها المدعو بـ إيروس بمن يحمل داخله صفات أف...