Pt.17: We Grow up by Pain

1.5K 124 92
                                    

اليَومُ أيِضًا أجْلِسُ وَحِيدًا بِغُرْفَتِيَّ، بَيْنَ أورَاقِ مُفَكِرَتِيَّ، بَيْنَ أقْلَامِ كِتَابَاتِيَّ، بَيْنَ وِحْدَةِ لَحَظَاتِيَّ، بَيْنَ ظُلْمَةِ أيَّامِيَّ، أعِيشُ فَحَسْبٍ..

.
.
.
.
.
.
.
.
.

"جونغكوك! ما بكَ؟" انبس والده بصوته الهادئ العميق بنبرته المنخفضة التي كانت تحوي القلق بطياتها حينما لمحت عيناه العسلية تساقط قطرات مياه اعين صغيره امامه واحمرار وجنتيه وارنبة انفه بطريقة مفاجئة ودموعه لا تريد التوقف، لم يكن يصدر منه صوت نحيب، فقط كان بكاء صامت، اعينه المنفرجة التي غلفت الصدمة داخلها، تتعلق نظراته على المبنى امامه، او ربما الفراغ امامه، ترتجف شفتيه التي انتفخت بالفعل وتصبغت بالوردي من كثرة كتمانه ومنع دموعه من الانسكاب، لكن هيهات..

اقترب والده ليمسح فوق وجنته يجفف دموعه والقلق يزداد بداخله ينادي بإسم طفله الحزين الذي لا يعلم ماذا حدث له فجأة لكنه لم يستجيب له فقط ظل يبكي ويحاول منع بكائه مما زاد الاحمرار بوجهه وعيناه، بلطف التفت ذراعي والده حول جسده، يدفس وجهه داخل عناقه، يد احتلت رأسه تربت فوقها، والاخرى فوق ظهره يمسح عليه، يحاول تهدئته، يحاول قول بعض الكلمات التي من امكانها جعله يهدأ، لكن لا فائدة..

ماذا يجب عليه ان يفعل؟

ازدادت شهقات الصغير وارتفع فجأة صوت بكائه، هذه المرة كان يبكي بحرقة، يبكي ولا يعرف لما، يريد البكاء اكثر، يريد الصراخ اكثر، يشعر بالضيق يخنق عنقه بيديه، ربما ان صرخ وبكى كثيراً هذا سيساعده على اخراج هذا الشعور من داخله، لذا هو فقط اطلق العنان لنفسه..

يبكي، يصرخ، يشهق وينتحب..

وكانت الصدمة لوالده الذي كان يراه هكذا لاول مرة بحياته، بدى وكأنه.. مَمسوس

ماذا يفعل اذاً؟! الخوف قد تملكه..


"هش طفلي الصغير، لا تبكي.. والدك سيغني لك تهويدة"

اخرج الرجل الكبير زفير هادئ وعميق ليردف كلماته بصوتٍ يصل لمسامع صغيره الباكي فقط، لم يستطع والده التفكير بشيء سوى تهويدة صغيرة اعتادت على تهدئة بكاء طفله حينما كان صغيراً، لكن رغم هذا لم يهدأ جونغكوك، بل لم تصله كلماتها حتى، لم تصل احرف والده لسمعه، لم تصل كلمات تهويدة والده لقلبه..

"هش طفلي الصغير، لا تقل كلمة.. والدك سيشتري لك طائر محاكي"

صوته العذب الخالي من اي حزن او خوف، يغني تهويدة، يغني بصوتٍ هادئ، منخفض، يربت فوق جسد صغيره الذي اصبح يرتجف، يدفس داخل عناقه اكثر إليه، ولا زال بكائه المتواصل، لم يهدأ..

ERODITE~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن