Pt.25: Impotent

1.3K 94 89
                                        

نحن نحيا برواية رومانسية رخيصة من الدرجة الثانية، من الواضح كيف ستنتهي القصة، لستُ مهتمًا مُطلقًا بمعرفة النهاية، هذا لأن، كلما تصبح الحبكة رخيصة وطفولية، كلما تصبح القصة متوقعة، لكني لا استطيع منع نفسي من تقليب الصفحات التالية..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

"هاااه، والآن كيف سأعود للمنزل؟!"

السماء حالكة ترتدي ثوب السواد، تلمع بها أزرار ضوئية من النجوم تتلألأ بالفضي المضيء، يختبئ داخلها القمرُ الدائري كاملًا بين الغيمات تزخرفه كالوسائد ناعمة ومنفوشة، معتمًا كان، لكنه يعكس الضوء من أعلاه، يُنير بضوئه الخافت الوجوه أسفله، قرابة مُنتصف الليل، قبيله بثلاثين دقيقة، او إثره بثلاثين دقيقة، لم يعلم حقًّا، تسير به سيارة كَلون القار كبيرة تلمع حينما ينعكس عليها خيوط القمر الخافتة..

رأسه خارج النافذة الزجاجية، ونتيجة لسير السيارة بسرعةٍ كبيرة كانت رياح اللّيل تصفع وجنتاه وأنفه، يفرد أحد يداه خارجها كما لو كانت أجنحة الحريّة واجب عليها أن ترفرف، صامتًا يستمتع بالهواء البارد، الخريف على وشك القبول، الأنفس باردة والشفاه زرقاء، إبتسم بخفّة فالجو البارد يجمد عقله يمنع تفكيره عن الدوران والدوران، يستجم، يستمتع، فوق المقعد المريح خلفه، يسبح فوق خياله مستمتعًا..

"بحقِّ مالّذي كُنتَ تفعلهُ هُنّا بجنوب سيوول بهذا الوقت!!" قال الرجل الذي كان يقود بإنزعاج، نظر له جونغكوك دون أن يُدخل رأسه من النافذة، تجاهله الأصغر بعدما إبتسم ثم صوب وجهه نحو الهواء البارد الذي يستمر بصفع وجنتيه..

"ستصاب بالزكام هكذا"

و مجدَّدًا تجاهله جونغكوك، تنهد هوسوك بضيقٍ ثم أكمل القيادة دون أن يهتم له، بعد ساعتين قد وصلا للمنزل بسلام، ترجل جونغكوك سريعًا حينما شعر بنسمات الهواء فوق وجهه إنعدمت، اطلق هوسوك تنهيدة طالت قليلًا ثم ذهب بالسيارة نحو المرآب وقام بتركها هُناكَ، فتح بابه ليخرج من السيارة، كان جونغكوك مُسبقًا قد فتح باب المنزل ودلف إليه أوّلًا ليدخل الأكبر إثره، توجه جونغكوك نحو الدرج للطابق الثّاني ثم دلف لغرفته وأغلق بابه خلفه، نظر له هوسوك ولم يعترض له، فقط هزَّ رأسه بيأسٍ للجانبين ثم صعد متوجهًا لغرفته الخاصّة دون فعل المزيد..

حيثُ يتمدد فوق الفراش الوثير العاجي، ينظر للسقف الأبيض كالزعفران، يتأمله دون فعل شيء، دون التفكير بشيء، خاويًا، فارغًا، مُتألمًا، أزاح يده عن جانب جسده وعلا بها صوب صدره، هبط بها هناك فوق أيسره، يضرب هناك بخفّة، يضرب عديدًا، خفقانه المُستمر، يؤلمه، يزعجه، يضرب هُناك قويًّا، علّه يتوقف عن إوجاعه، فاض به شعوره، وفاضت به دموعه، يهطل مطره المهزول دون إرادته..

ERODITE~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن