Pt.18: Who are You?

1.3K 112 93
                                    

لَّا تَتَناسىٰ أحزانِكَ، لَّا تَتَناسىٰ مَآسِيكَ، لَّا تَتَناسىٰ هُمومَكَ..

لَّا تَخَافَ الألَمْ، لَّا تَتَهرَبَ مِّنَ الألَمْ، إِحتَرِمَ الألَمْ..

و تَذكَّرَ دائِمَاً، نَحْنُ نَنَضجُ بِالألَمْ..

لِذَا عِشْ، و أَصْنَعَ لِنَفسِكَ قُوىٰ لَّا تَخشَىٰ الألَمْ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.


دقائق من العذاب، دقائق من الألم، وحده يجلس بعيداً، وحده يجلس وحيداً، بين طيات الجحيم قد سكن، بين طيات النعيم قد خلا، يتأرجح بين الحاضر والماضي، يتعذب، يتعذب، يتعذب، بلا ملاذ، بلا مساعدة، لا يعلم عن معاناته أحد، ألم جسده خفقان قلبه صداع رأسه كل شيء كان يفتك به بلا رحمة، حتى سمع صوتاً بجانبه جعله يهدأ قليلاً ويعود للواقع تدريجياً..

"المعذرة، هل يمكنني الجلوس جانبك؟" تحدث صوتاً غريباً عنه أتى من العدم، رفع رأسه لينظر لمصدره فوجد فتى صغير بدى وكأنه من طلاب هذه المرحلة، يقف بملابسه العادية لكنها مرتبة، يرتدي نظارات طبية للرؤية وبيده يمسك دفتراً كبيراً يحتضنه لصدره، شعره بُني كما الكاكاو الداكن الذائب بماء دافئ شتاءً، عيناه كانت بَنية داكنة عادية لكنها غلفت داخلها لمعة بريق حملت الكثير من المعاني، كان قصير القامة هزيل القوام، كان فتى عادي للغاية، لكنه كان لطيفاً لسببٍ ما..

بدى عليه الخجل والاحراج، التوتر والخوف، نظر جونغكوك له مطولاً حتى لمح خلفه مجموعة من الفتية الجانحين يضحكون بينهم وهم ينظرون اليه، فهم جونغكوك ان هذا الفتى بحاجة لحماية ليس إلا ولا يتوفر مكاناً قد يتواجد به هذا الخيار سوى بجانبه..

هز رأسه بخفة له سامحاً له بالجلوس جانبه ليتوتر الفتى اكثر ثم يومئ له ويضع حقيبة ظهره الكبيرة امامه ثم دفتره فوقها، نظر للاسفل وبهمسٍ قد قال.. "اعتذر للإزعاج"

"لا بأس ليس وكأني امتلك المقعد اكمله بنقود والدي" رده ببرود، وكيف لا يفعل، فهو منذ ثوانٍ فقط كان يكاد يموت من هول ألمه، لا زالت ضربات قلبه متسارعة، لا زالت انفاسه غير منتظمة، تنهد وزفر هوائه الذي شهقه بعمق للداخل ثم للخارج براحة، يخرج معه همومه المعتادة، نظر حوله باحثاً عن اي مصدر للمياه فلم يجد، تنهد بضيق ولعن نفسه لانه لم يكلف ذاته ان يأخذ حقيبة صغيرة يضع بها زجاجة للمياه، كيف سيهدأ نفسه الآن ويروي جفاف حلقه!!

لم يعير الامر اهتماماً وصب كامل تركيزه على الاستاذ الجامعي الذي دخل للقاعة تواً جاهزاً ببدء اول محاضرة لهذا العام، ورغم انه صب تركيزه على الاستاذ الجامعي وما يقوله، إلا انه كان تركيزاً بصري فقط، وعن تركيزه الذهني؟ كان شارداً بعيداً يحلق بالفضاء ككيان لم يوجد قبل..

ERODITE~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن