Pt.35: Divorce

338 27 158
                                    

تعلّمتُ أنْ أترُك كُلّ شَيءٍ حِينَمَا كُنتُ صَغِيرًا،
خَائِفًا مِن أنْ أكبَر بِالعُمر.
كُنتُ أسبَح بَعِيدًا بِالمُحِيط،
أُحَاوِل أن أظَلّ طَائِفًا.
حَتّى تَسعَل رِئَتِيّ بِالمِياه،
والرّمَال تُغطّي عِظَامِي كَالسُّترَة.

وأنَا أتَمَنّى الآن،
أنّ يَومًا مَا سَأفتَح بَوّابَات الفَيضَان،
وأدَع القَصَائِد تَتَدفّق.
يَومًا مَا سَأُدرِك المَذَاق الجَاف،
حِينَمَا تُحَاصِر الكَلِمَات أدنَاه.
بِبَعض الأحيَان أتسَاءَل إذَا كَانَت حَنجَرَتِي مَسدُودَة بِكُل الإقتِبَاسَات الَّتِي كَتبتَهَا الآن.

أشعُر أنّي حَقِير.
رُبّما يَجِب عَليّ أن أفتَح الدُّرج،
أحرِق الأورَاق،
وأكتُب القَصَائِد بِالرّمَاد عَلَى الأرَض،
أسكُب الحِبر حَتّى تَغرَق،
أشَاهِدهَا تُستَنزَف مِن الضّفة.

لَا أُرِيد الحُب بَعد الآن.
رُغم أنّه الشّيء الوَحِيد الّذِي كُنتُ أبحَث عَنه.
رُغم أنّه الشّيء الوَحِيد الّذِي أفتَقِدَه كَثِيرًا.
الآن أنَا خَائِفًا مِن أن أُصبِح وَحِيدًا.

لَقَد تَعَلّمت أنْ أنضَج مُنذ أنْ كُنتُ صَغِيرًا،
خَائِفًا مِن البَقَاء صَغِيرًا.
خَائِفًا مِن الأفكَار بِأنّي سُحِرت،
الّتِي جَلَسَت عَلَى قِمّة لِسَانِي،
أعلَم أنّي سَأغَيّر رَأي العَالَم،
إذَا فَقَط استَمِعُوا لِي.
وَلَكِنّهُم لَن يَفعَلُوا الآن.

أنظُر لِلمِرآة وَكَأنّي رُبّمَا سَأجِد نَفسِي بِهَا اللّيلَة.
أسأل عَلَى عَقل أفضَل.
لَم أيقِن أبَدًا،
اعتَقَدّت أنّي اختَرت قَرَارَاتِي.
اعتَقَدّت أنّي كُنتُ مُحَطّمًا كُلّ هَذَا الوَقت.

لَا أُرِيد الحُب بَعد الآن.
رُغم أنّه الشّيء الوَحِيد الّذِي كُنتُ أبحَث عَنه.
رُغم أنّه الشّيء الوَحِيد الّذِي أفتَقِدَه كَثِيرًا.
الآن أنَا خَائِفًا مِن أن أُصبِح وَحِيدًا.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

ERODITE~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن