Pt.6: Gray Gazelle

2.5K 192 105
                                    

حينما يَهربُ المَرءُ مِمَّا لا يُريده بِشدّة.. فَيظُن نفسهُ طائِراً بِجناحيهِ يَطيرُ لِحُريتُه.. يأتي لهُ بُغته أمراً دونّ توقعهُ.. فَلا تحسب نفسكَ قادِراً علىٰ ترتيب الحَدث.. المكان.. الزّمان..

.
.
.
.
.
.

"هه.. أفروديت اُخرى إذاً"

قالها الملك لِيستدير لهُ الآخر وعلى وجهه علامات التعجُب.. "ماذا؟"

"حينما كُنّا نفعلها بِالأمس.. ألم تُلاحظ أمراً غريباً؟"

"أمر؟ كَأيّ أمر!!"

"ألم ترى ضوء غريب"

"همم.. رُبّما؟ لا أعلم حقاً لكنّ.. ظننتُ أنّ الأمر هو فقط إرهاق مِن كثرة ما فعلناه لكنّكَ حينما تُوقفت بِالمُنتصف.. بعدها قَدْ رأيتُ ضوء أبيض فقط سطع بِعيناي ثم إختفى بِلحظة"

وضع الملك يداه فوق رأسه بِألم فإنخفض لِلأريكة ورائه فَجلس فوقها ثم فرّق بين خصلاته بِتعب.. "إقترب"

إمتثل الآخر فَإقتربَ مِن الملك بِهدوء لِيسحبه الآخر فَيُجلسه فوق قدميه.. أخذ يدّه فَوضعها فوق صدره جهة قلبه ثم فعل المثل لِلفتى.. أغمض بِيديه عينا الفتى وفعل هو أيضاً ثم أخذ أنفاساً ثقيلة وأخرجها بِهدوء.. وحينها قدْ ومض ضوء رمَادي مُنير كَالقمر داخل عيناه.. إقترب أكثر الضوء لِيتهيأ له صورة لِشيءٍ ما ما زال غير واضحاً.. إتّضح أكثر فَأكثر لِيجد حيوان بِقُرون قدْ تكون بِلون رمَادي أمامه

قطب الملك حاجِباه يتساءل عن ماهيته.. أهذا أيل؟ أم غزال..

إقترب منه أكثر لِتضح أكثر قُرونه الكبيرة الرفيعة وجسده الصّغير بعدها أيقن أنّ ما أمامه كانَ غزالاً رمَادي.. فتح الملك عيناه بعدها لِينظر لِلّذي يقبع بِحضنه تتلألأ عيناه بِقلق يميناً ويساراً تتحرك بِحيرة.. رفع الفتى عيناه لِينظُر لِلملك الّذي بادله بِنظرةٍ عميقة.. تائهة.. تجمعت مياه إختزنت داخل أجفان الصّغير فَتحدث بِخوف.. "مـ..ما هذا؟!"

"ماذا رأيت؟" أردفها الملك بصوته الهادئ العميق فاجابه الاخر بصوته المهتز.. "أبيض.. طاووس بِريشٍ أبيض"

تنهد الحاكم بِضيق فَأغمض عيناه وقطب حاجِباه لِبعض الثوانٍ قبل أن يتفوه مُجدّداً بِكلماته لِلآخر وهو يُربت فوق وجنتيه بِخفّة.. "جيمين.. هل تعيش مع والداك هُنا؟"

هز الآخر رأسه لِلجانبين نافياً.."لا والداي بِمملكة الشّمال، أنا أعيشُ هُنا وحدي مع أختي الصّغيرة"

زفر الأخر أنفاسه بِراحة لِيقول مِن جديد.. "هل يُمكنك أنْ تأتي معي لِلآن بِرفقة أختك لِبعض الوقت وستفهم كُلّ شيء بعدها"

ERODITE~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن