بارت ١٨

8 1 0
                                    

١٨
اقترب مني حسام بنظرات تفيض بالغضب ليس لرفضي الزواج بل
لخوفه على ومن فقداني أيضا
بدأت علامات اليأس على حسام. حيث أنا أصبحت عنيده
وكبريائي قد ارتفع بعد كل تلك المحادثات وكأنني لم أعد أهتم بالفعل
وبكلمات صغيره  وبسيطه مداعبه
-حسام / أرجو أن تكوني بخير... وداعاً
ذهب حسام وهو حزين وأنا بالفعل لم اكن اعرف دافعه الخفي وراء الزواج. كان في داخلي جانب سعيد بأن حسام مازال يحبني ويفضلني لكنه جانب طفولي في نهايه المطاف
فما لهذه العلاقه الغريبه سوى الفشل. لن يصدقني أحد إن قلت هذه الأحداث
فمن سيصدق أن انسي على علاقه بجني
وخصوصًا في هذا العصر الحديث
جلست اتنهد وأنا حائره بالفعل ماذا أفعل
لاتذكر امتحاناتي التي اقتربت جدا فلم يبقى سوى اسبوع. وأنا في الفتره الاخيره لم ادرس جيداً بالفعل
قررت أن أوجه اهتمامي الآن للدراسه وبعدها أرى مالذي سوف يحدث
جلست اذاكر لساعات وأنا مندمجه جدا فأنا لست طالبه كسوله وبالفعل احب التميز
ظللت منهمكه حتى اني لم ألاحظ مرور الوقت
إلى أن قاطعني طرق الباب
فذهبت لأرى.. كان سالم
نسيت أنه سيأتي
-شمس /تفضل ياسالم
-سالم / حسنا.. أنا سادخل
لاحظت التقدم الغريب في شخصيه سالم فهو رغم شخصيته القويه والغاضبه دائما بداخله رجل خجول وملتزم بالقواعد الشعبيه
فهو لم يكن يأتي وأنا بمفردي في البيت
لكن ربما يخاف أن أعود إلى حسام لذلك يحاول أن يغير من رأيي
دخل سالم وجلس عندما رأى تلك الكتب
ظل يضحك
-سالم / لا أصدق أن دوده الكتب تحتاج للدراسه
كان من المعروف عني ذاكرتي القويه
-شمس / حسنا أنا لم انتبه للمحاضرات في الآونة الأخيرة لذلك قررت أن أدرس قليلاً
-سالم /اه فهمت... انظري ماذا أحضرت
نظرت إلى ذلك الصندوق الذي كان معه تبدو وكأنها علبه من الكارتون
فتحها سالم لأرى مابها... لترتسم على وجهي ابتسامه وكأنها قد خرجت من صميم قلبى
انها تلك اللعبه التي كانت قد اهدتني إياها امي الراحله
لقد اضعتها عندما كنت صغيره
وبدن وعي ومن فرط السعاده قمت باحتضان سالم ولم انتبه على تصرفي وهو بالطبع شعر بالسعاده لما فعلته ظنا منه أن هذه علامه من علامات انصياعي له
عندنا أدركت مافعلته قمت بالابتعاد بسرعه
وأنا أحمر خجلا ومتلبكه ولا أعرف ماذا أقول فأنا لا أريد أن اطبع في مخيلته فكره اني احبه
-شمس /أنا... أنا... اسفه ياسالم لم. افكر جيدا
-سالم /اه لا بأس... أنا سعيد لسعادتك
-شمس /لكن أين وجدتها...!
-سالم /ذهبت إلى بيت جدتي القديم الذي كنا نجتمع به
حتى أمد يد المساعده في ترتيب تلك الأشياء الموجوده في المخزن.. فصادفتها في طريقي
-شمس / تذكرت الآن أين اضعتها... أنا ساطير من السعاده ولا أعلم ماذا أقول... أنا شاكره جدا
وفي لحظات صمت دامت لثواني بتلك النظرات الجريئه منه وأنا أحاول رسم ابتسامه خفيفه لتمحي علامات التوتر
يأتي لولو
-شمس /اه لولو
-سالم /ههه ماذا؟ لولو... هل قمتي بتسميه القط لولو.. اتعرفين انه ذكر
-شمس /ههه أجل لكني احب هذا الاسم
-سالم / حسنا كان هذا القط مميز بالفعل فأنا تفاجأت بقطتي وهي تلده هو فقط فمن المعروف عن القطط انها تلد كثيراً.. حتى أني لم انتبه انها كانت حاملا
نظر القط إلى سالم ولم يبعد نظره عنه ثانيه ثم صعد على يجلس على قدمي
حاول سالم وضع يده عليه ليهب القط بجرح يد سالم بمخالبه الحاده
-شمس /سالم انت بخير... يدك قد جرحت!
-سالم /لا بأس يا شمس.. إنه مجرد جرح سطحي. لا أعرف لماذا تغيرت معامله القط.. لكنه بالفعل لايحبني منذ البدايه ههه
-شمس / هيا تعال ساضمد لك الجرح
أمسكت يد سالم متجهه إلى المرحاض لافتح الصبور واقوم بوضع بعض الماء عليها
شخص آخر كان سيظهر بعض علامات الألم لكن تعابير سالم ونظراته المتوجهه نحوي لم تتغير
وتلك الابتسامه التي تخبئ خلها الشغف والرغبه التي تحكمها العادات وعدم القدره على الوصول
أحضرت بعض الضمادات وجلسنا على الاريكه وأنا اضمدها له
-سالم / هه اتمنى لو كانت ذلك القط فعل ذلك منذ البدايه
-شمس / ظرافتك لاتقاوم ههه
-سالم /نعم إنها لاتقاوم.. إلا منك فقط
حاولت تغير الموضوع
-شمس / حسنا... لماذا قد جئت
-سالم /أنا آسف حقاً ياشمس على مابدر مني ليله أمس
-شمس /لا بأس ياسالم.. لقد نسيت الأمر برمته
-سالم /لكن أين ذهبتي.. لقد هاتفتك كثيراً وحتى اني قد جئت إلى هنا ولم أجد أحدا
=أصبحت متلبكه ولا اعرف ماذا أقول
هل أخبره بحقيقه حسام.. لا لا يجب أن يعلم أحد
فهذا أمر جدي وخاص
فحسام لن يؤذيني أبدا بما أنه يحبني وحتى لو انفصلت عنه اكيد لن تحدث أي مشاكل
-شمس /اه كنت عند أحد معارفي والهاتف قد انتهى شحنه
-سالم /اه حسنا...  سعيد انكي بخير... يجب أن أذهب الآن وداعاً
-شمس /وداعاً
خرج سالم وأنا ظللت
اكمل الدراسه
حتى لم أشعر بنفسي.. قد غفوت على المنضده
لا تفاجأ بصوت دق علي الباب
وكأن إعصار قد ضربه .. شعرت بالخوف مما سيحدث
مع كل ماحدث لي أصبح وكأن لدى اجهزه استشعار ضد الخطر
كنت اقترب من الباب وساقي يرتجفان خوفاً
ولوني أصبح مائلا للشحوب
كل ما. كنت أفكر به هو شقيقه حسام ونظرتها لي ذلك اليوم
نظرت في العين السحريه لأجد حسام بنظرات غضب ومع انعقاد حاجبيه
وتوتره الظاهر.. هذه اول مره يطرق على الباب هكذا
أو ربما هذه المره الأولى الذي يطرق على الباب في الأساس. ربما لأننا ابتعدنا ولم نصبح بذلك القرب بعد الآن
شعرت بالخوف لوهله لكي افتح لكن كانت ثقتي به لم تتبدد
فتحت الباب لاتفاجا بدفعه لي للخلف حتى ارتطمت بالحائط
وهو ممسك بيدي بقبضته بقوه تكاد تكسر العظام
وعينيه مائله للحمره وتلك العروق البارزه
كان كل مايشغلني مالذي فعلته ليتحول هذا التحول المفاجئ
١٨

رامولا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن