٩

156 24 0
                                    

#الحلقة_التاسعة

             زيارة العراق لأول مرة

سافرنا من دمشق إلى بغداد في إحدى سيارات شركة النجـف العالميـةالضخمة المكيفة و كانت الحرارة تبلغ أربعين درجة مئوية في بغـداد ، عنـدماوصلنا اتجهنا فورا إلى بيته في حي جميلة ، دخلت البيت المكيف و اسـترحت ثمجاءني بقميص فضفاض يسمونه
" دشداشة " .

أحضر الفاكهة و الأكل و دخل أهله يسلمون عليَّ في أدب و إحتـرام وكان والده يعانقني و كأنه يعرفني من قبل ، أما والدته فوقفت بالباب في عبـاءةسوداء تسلم و ترحب ، و اعتذر صديقي عن والدته بأن المصافحة عندهم محرمة، و أعجبت أكثر و قلت في نفسي :

هؤلاء الذين نتهمهم نحن بـالخروج عـنالدين يحافظون عليه أكثر منا .

و قد لمست خلال أيام السفر التي قضيتها معه نبل أخلاق و عزة نفس فيكرامة وشهامة وتواضع وورع لم أعهده من قبل .

وشعرت بأني لست غريبا بل و كأني في بيتي صعدنا في الليل إلى سطح الدار حيث فرشت لنا أماكن للنوم ، و بقيـتحتى ساعة متأخرة أهذي أفي حلم أنا أم في يقظة ، أحقا إنني في بغـداد بجـوارسيدي عبد القادر الجيلاني .

ضحك صديقي متسائلا ماذا يقول التونسيون عن عبد القادر الجيلاني ؟

وبدأت أحكي له عن الكرامات التي تروى عندنا و عن المقامات التي تـشيد فيربوعنا باسمه و أنه قطب الدائرة و كما أن محمد رسول االله هو سيد الأنبياء فعبدالقادر هو سيد الأولياء و قدمه على رقبة كل الأولياء و هو القائل :

" كل الناسيطوف بالبيت سبعا و أنا البيت طائفاً بخيامي"

وحاولت إقناعه بأن الشيخ عبد القادر يأتي إلى بعض مريديـه و محبيـهجهرة و يعالج أمراضهم و يفرج كربتهم و نسيت أو تناسيت العقيدة الوهابيـةالتي تأثرت بها من أن ذلك كله شرك باالله و لما شعرت بعدم حمـاس صـديقيحاولت أقناع نفسي بأن ما قلته لا يصح ، و سألته عن رأيه قال صديقي و هو يضحك :

نم الليلة و استرح من التعب الذي لقيتـه فيالسفر و غدا إن شاء االله ستزور الشيخ عبد القادر ، و طرت فرحا لهذا الخـبر ووددت لو طلع الفجر وقتئذ .

فاستغرقت في نوم عميق .
* * *

ثم اهتديت مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن