٢٧

120 22 0
                                    

#الحلقة_السابعة_والعشرون

بداية الدراسة المعمقة👇
👈الصحابة عند الشيعة و السنة

🌹 من أهم الأبحاث التي أعتبرها الحجر الأساسي في كل البحوث التي تقود إلى الحقيقة ، هو البحث في حياة الصحابة و شؤونهم وما فعلوه وما اعتقدوه لأنهم عماد كل شيء ، وعنهم أخذنا ديننا وبهم نستضيء في الظلمات لمعرفة أحكام الله، ولقد سبق لعلماء الإسلام - لقناعتهم بذلك - البحث عنهم وعن سیرتهم .

فألفوا في ذلك كتبا عديدة أمثال:

أسد الغابة في تمييز الصحابة، وکتاب الإصابة في معرفة الصحابة، وکتاب میزان الاعتدال وغيرها من الكتب التي تناولت حياة الصحابة بالنقد والتحليل ولكنها من وجهة نظر أهل السنة و الجماعة .

وثمة إشكال يتلخص في أن العلماء الأوائل غالبا ما كانوا يكتبون ويؤرخون بالنحو الذي يوافق آراء الحكام من الأمويين والعباسيين الذين عرفوا بعدائهم لأهل البيت النبوي، بل ولكل من يشایعهم ويتبع نهجهم، ولهذا فليس من الإنصاف الاعتماد على أقوالهم دون أقوال غيرهم من علماء المسلمين الذين اضطهدتهم تلك الحكومات وشردتهم وقتلتهم لأنهم كانوا أتباع أهل البيت وكانوا مصدر تلك الثورات ضد السلطات الغاشمة و المنحرفة .

والمشكل الأساسي في كل ذلك هو الصحابة، فهم الذين اختلفوا في أن يكتب لهم رسول الله ذلك الكتاب الذي يعصمهم من الضلالة إلى قيام الساعة واختلافهم هذا هو الذي حرم الأمة الإسلامية من هذه الفضيلة ورماها في الضلالة حتى انقسمت وتفرقت و تنازعت و فشلت و ذهبت ريحها.

وهم الذين اختلفوا في الخلافة فتوزعوا بين حزب حاکم وحزب معارض وسبب ذلك تخلف الأمة وانقسامها إلى شيعة علي وشيعة معاوية، وهم الذين اختلفوا في تفسير كتاب الله وأحاديث رسوله فكانت المذاهب والفرق والملل والنحل، ونشأت من ذلك المدارس الكلامية والفكرية المختلفة وبرزت فلسفات متنوعة أملتها دوافع سياسية محضة تتصل بطموحات الهيمنة على السلطة و الحكم ...

فالمسلمون لم ينقسموا ولم يختلفوا في شيء لولا الصحابة و كل خلاف نشأ وينشأ إنما يعود إلى اختلافهم في الصحابة .

فالرب واحد والقرآن واحد والرسول واحد والقبلة واحدة وهم متفقون على ذلك وبدأ الخلاف والاختلاف في الصحابة من اليوم الأول بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و آله ) في سقيفة بني ساعدة ، واستمر إلى يوم الناس هذا وسيستمر إلى ما شاء الله .

وقد استنتجت من خلال الحديث مع علماء الشيعة أن الصحابة في نظرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :

فالقسم الأول وهم الصحابة الأخيار الذين عرفوا رسول الله حق المعرفة وبايعوه على الموت وصاحبوه بصدق في القول وبإخلاص في العمل ، ولم ينقلبوا بعده، بل ثبتوا على العهد وقد امتدحهم الله جل جلاله ، في كتابه العزيز في العديد من المواقع، وقد أثنى عليهم رسول الله في العديد من المواقع أيضا، والشيعة يذكروهم باحترام وتقدیس ويترضون عليهم كما يذكرهم أهل السنة باحترام وتقديس أيضا .

والقسم الثاني ، وهم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام واتبعوا رسول الله ولكنهم كانوا في بعض الأوقات لا يمتثلون لأوامره ونواهيه بل يجعلون لآرائهم مجالا في مقابل النصوص الصريحة والشيعة لا يذكروهم إلا بأفعالهم بدون احترام ولا تقديس كالصنف الأول . ...

أما القسم الثالث من الصحابة :
فهم المنافقون الذين صحبوا رسول الله للكيد له وقد أظهروا الإسلام وانطوت سرائرهم على الكفر وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين عامة وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة وذكرهم في العديد من المواقع وتوعدهم بالدرك الأسفل من النار وقد ذكرهم رسول الله(صلى الله عليه و آله) وحذر منهم وعلم بعضا من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم ، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنة على لعنهم والبراءة منهم.

وهناك قسم خاص و إن كانوا من الصحابة فهم يتميزون عليهم بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية وخصوصیات اختصهم الله ورسوله بما لا يلحقهم فيها لاحق، وهؤلاء هم أهل البيت الذين أذهب الله، عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" وأوجب الصلاة عليهم كما أوجبها على رسوله، وأوجب لهم سهما من الخمس "

كما أوجب مودتهم على كل مسلم كأجر للرسالة المحمدية، فهم أولوا الأمر الذين أمر بطاعتهم وهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل القرآن ويعلمون المتشابه منه والمحكمه، وهم أهل الذكر الذين قرهم رسول الله بالقرآن في حديث الثقلين وأوجب التمسك بهما،وجعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، والصحابة يعرفون قـدر أهل البيت و يعظمونهم و يحترمونهم، والشيعة يقتدون بهم و يقدمونهم على كل الصحابة ،و لهم في ذلك أدلة من النصوص الصريحة.

ثم اهتديت مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن