#الحلقة_السادسة_عشر
و دخل السيد الخوئي و معه كوكبة من العلماء عليهم هيبة ووقـار ، و قام الصبيان و قمت معهم ، و تقدموا من " السيد " يقبلـون يـده ، وبقيـت مسمرا في مكاني ، ما إن جلس " السيد " حتى جلس الجميـع و بـدأ يحيـيهم بقوله :
" مساكم االله بالخير "
يقولها لكل واحد منهم فيجيبه بالمثل حتى وصـل دوري فأجبت كما سمعت ، بعدها أشار علي صديقي الذي تكلم مع " السيد " همسا ، بأن أدنو من " السيد " و أجلسني على يمينـه و بعـد التحيـة قـال لي صديقي :
أحك للسيد ماذا تسمعون عن الشيعة في تونس. فقلت يا أخي كفانا من الحكايات التي نسمعها من هنا وهناك ، والمهـم هو أن أعرف بنفسي ماذا يقول الشيعة ، وعندي بعض الأسئلة أريـد الجـواب عنها بصراحة.
فألح علي صديقي و أصر على أن أروي " للسيد " ما هـو اعتقادنـا في الشيعة ، قلت :
الشيعة عندنا هم أشد على الإسلام من اليهود و النـصارى لان هؤلاء يعبدون االله و يؤمنون برسالة موسى ( عليه الـسلام ) ، بينما نسمع عن الـشيعة أنهم يعبدون عليا و يقدسونه ، و منهم فرقة يعبدون االله و لكنهم ينزلـون عليـا بمنزلة رسول االله ورويت قصة جبريل كيف أنه خان الأمانة حسب ما يقولون وبدلا من أداء الرسالة إلى علي أداها إلى محمد ( صلى االله عليه و آله ) .
أطرق " السيد " رأسه هنيهة ثم نظر إلي و قال : نحن نشهد أن لا إلـه إلا الله و أن محمدا رسول االله صلى االله عليه و على آله الطيبين الطاهرين ، و ما علي إلا عبد من عبيد الله و التفت إلى بقية الجالسين قائلا و مشيرا إلي :
أنظـروا إلى هؤلاء الأبرياء كيف تغلطهم الإشاعات الكاذبة ، و هذا ليس بغريب فقد سمعت أكثر من ذلك من أشخاص آخرين ، فلا حول و لا قوة إلا باالله العلي العظـيم ، ثم التفت إلي و قال :
هل قرأت القرآن ؟
قلت : حفظـت نـصفه و لم أتخـط العاشرة من عمري .قال : هل تعرف أن كل الفرق الإسلامية على اختلاف مذاهبها متفقـة على القرآن الكريم ، فالقرآن الموجود عندنا هو نفسه موجود عندكم . قلت نعم هذا أعرفه .
قال : إذاً ألم تقرأ قول االله سبحانه و تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ}
وقوله ايضا : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}
وقوله : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ }
قلت بلى أعرف هذه الآيات قال :فأين هو علي ؟
إذا كان قرآننا يقـول بأن محمدا هو رسول االله فمن أين جاءت هذه الفرية ؟سكت و لم أجد جوابا ، و أضاف يقول :
و أما خيانة جبريل " حاشاه " فهذه أقـبح مـن الأولى ، لان محمد كان عمره أربعين سنة عندما أرسل االله سبحانه إليه جبريل ( عليه السلام ) ، و لم يكن علي إلا صبيا صغيرا عمره ست أو سبع سنوات ، فكيف يا تـرى يخطـئ جبريل ولا يفرق بين محمد الرجل وعلي الصبي ؟ .
أنت تقرأ
ثم اهتديت مكتملة
General Fictionقصتنا "ثم اهتديت" قصة تحكي عن رحلة اكتشاف جديد في دنيا المعتقدات في خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية عالم من اخواننا اهل السنة أبصر طريق النور بسبب موقف ونظرة واحدة قلبت حياته رأسا على عقب تابعوها معنا 💚 ثم_اهتديت_،_الدكتور_التيجاني_السماوي.