#الحلقة_السابعة_عشر
لقاء مع السيد محمد باقر الصدر
اتجهت بصحبة السيد أبو شبر إلى بيت السيد محمد بـاقر الـصدر وفي الطريق كان يلاطفني و يعطيني بسطة عن العلماء المشهورين وعن التقليد وغير ذلك ، ودخلنا على السيد محمد باقر الصدر في بيته و كان مليئا بطلبة العلـوم وأغلبهم من الشبان المعممين وقام السيد يسلم علينا ، وقدموني إليه فرحـب بي كثيرا وأجلسني بجانبه وأخذ يسألني عن تونس والجزائر وعن بعض العلمـاء المشهورين أمثال الخضر حسين والطاهر بن عاشور وغيرهم ، وأنست بحديثـه ورغم الهيبة التي تعلوه و الاحترام الذي يحوطه به جلساؤه ، وجدت نفسي غـير محرج وكأني أعرفه من قبل واستفدت من تلك الجلسة إذ كنت أسمـع أسـئلة الطلبة و أجوبة السيد عليها ، وعرفت وقتها قيمة تقليد العلماء الأحياء الـذين يجيبون عن كل الإشكالات مباشرة وبكل وضوح ..
وتيقنـت أيـضا مـن أن الشيعة مسلمون يعبدون الله وحده و يؤمنون برسالة نبينا محمد ( صلى االله عليه و آلـه ) ، إذ كان بعض الشك يراودني والشيطان يوسوس لي بأن ما شاهدته قبل هو تمثيل ، وربما يكون ما يسمونه بالتقية ، أي أنهم يظهرون ما لا يعتقـدون ، ولكـن سرعان ما يزول الشك وتضمحل تلك الوساوس إذ لا يمكن بأي حـال مـن الأحوال أن يتفق كل من رأيتهم وسمعتهم و هم مئات على هذا التمثيل ثم لمـاذا هذا التمثيل ؟
ومن هو أنا ، وما يهمهم من أمري حتى يستعملوا معـي هـذه التقية ثم هذه كتبهم القديمة التي كتبت منذ قرون و الحديثة التي طبعت منذ شهور وكلها توحد الله وتثني على رسوله محمد كما قرأت ذلك في مقدماتها ، وها أنا الآن في بيت الـسيد محمـد بـاقر الصدر المرجع المشهور في العراق وفي خارج العراق وكلما ذكر اسـم محمـد صاح الجميع في صوت واحد :
" اللهم صل على محمد و آل محمد " .
.
و جاء وقت الصلاة و خرجنا إلى المسجد و كان بجوار البيت وصلى بنا السيد محمد باقر الصدر صلاة الظهر والعصر ، وأحسست بأني أعيش وسـط الصحابة الكرام فقد تخلل الصلاتين دعا رهيب من أحد المصلين ، و كـان لـه صوت شجي ساحر و بعدما أنتهى الدعاء صاح الجميع " اللهم صل على محمد وآل محمد " و كان الدعاء كله ثناء وتمجيدا على الله جل جلاله ثم على محمـد وآله الطيبين الطاهرين .وجلس السيد في المحراب بعد الصلاة وأخذ بعضهم يسلمون عليه ويسألونه سرا وعلانية وكان يجيب سـرا عن بعض الأسئلة التي فهمت أنها تتطلب الكتمان لأنها تتعلق بشؤون خاصة، وكان السائل إذا حصل على الجواب يقبل يده وينصرف، هنيئا لهم بهذا العـالم الجليل الذي يحل مشاكلهم و يعيش همومهم .
رجعنا بصحبة السيد الذي أولاني من الرعاية والعناية وحسن الضيافة ما أنساني أهلي وعشيرتي وأحسست بأني لو بقيت معه شهرا واحـدا لتـشيعت لحسن أخلاقه وتواضعه وكرم معاملته ، فلم أنظر إليه إلا وابتسم في وجهي وابتدرني بالكلام، وسألني هل ينقصني شيء ، فكنت لا أغـادره طيلـة الأيـام الأربعة إلا للنوم ، رغم كثرة زواره و العلماء الوافدين عليه من كل الأقطـار ، فقد رأيت السعوديين هناك و لم أكن أتصور بأن في الحجاز شيعة ، وكـذلك علماء من البحرين ومن قطر ومن الإمارات ومن لبنان وسـوريا وإيـران وأفغانستان ومن تركيا ومن أفريقيا السوداء و كان السيد يتكلم معهم ويقـضي حوائجهم ولا يخرجون من عنده إلا وهم فرحون مسرورون، ولا يفـوتني أن أذكر هنا قضية حضرتها و أعجبت في كيفية فصلها ، و أذكرها للتاريخ لما لهـا من
أهمية بالغة حتى يعرف المسلمون ماذا خسروا بتركهم حكم االله.
أنت تقرأ
ثم اهتديت مكتملة
General Fictionقصتنا "ثم اهتديت" قصة تحكي عن رحلة اكتشاف جديد في دنيا المعتقدات في خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية عالم من اخواننا اهل السنة أبصر طريق النور بسبب موقف ونظرة واحدة قلبت حياته رأسا على عقب تابعوها معنا 💚 ثم_اهتديت_،_الدكتور_التيجاني_السماوي.