البارت الثالث عشر

1.1K 26 0
                                    

البارت الثالث عشر....

راحت ندى راكضة لبرا تسابق الريح مثل مايقولون.... ولما جت تفتح الباب رخت نفسها... وقعدت تهمس بينها وبين نفسها ريلاكس ندى ريلاكس...
بلعت ريقها بصعوبة... ودقات قلبها تزيد بشكل غير طبيعي لسبب ماقدرت تفسره.... نبض قلبها هالمرة غير.... متسارع بشكل مخيف... بسم الله علي....
ماسمعت لنفسها انها تتعمق اكثر بافكارها لان حبيبها يوقف ورا الباب وبتتاخر عليه..
ندى بهدوء مصطنع بصعوبة قدرت تستجمعه : مين؟!...
احمد : هذا انا احمد...
ندى بحسرة في قلبها.... اعرفك بدون ماتقول... فتحت الباب بيد مرتجفة.... قالت وقطرات العرق بدت تلمع بجبينها : اهلين احمد تفضل...
احمد بعفوية : لا عمري تسلمين مستعجل والله (قالها بعفوية طبعا وبدون قصد) .... ومد لها الكتاب.....
اما ندى من سمعت كلمه عمري.... درات الدنيا من حولها... وقف قلبها... ومشاعر وأحاسيس غريبه بدت تصفعها من كل جهة... في هذي اللحظات ذهنها وقف عن العمل ولا قدرت تفسر وتحلل وش الحقيقة اللي تكمن ورا هالكلمة... عمري؟!!... من أحمد؟
لكن للمرة ثانية الوقت ماكان يسعفها عالتفكير بطريقه سليمة ووجهه صحيحة لان احمد واقف ومعه الكتاب...
وقتها كانت حالتها حاله... الشلل صاب كل شي بجسمها حتى يدها ماقوت تحركها عشان تاخذ الكتاب.... بس صدى الكلمة ظل يتردد في بالها عشرات المرات... وكانها ملايين بالنسبة لها...
احمد تم ماد الكتاب وينتظرها تأخذه..... لكن مبين ان انتظاره رح يطول فقال...
احمد : ندى...
عادت ندى للواقع.... ورجعت تنتفض من لفظة اسمها بلسانه :... نعم...
احمد : الكتاب... خذيه..
انتبهت ندى لنفسها... مدت يدها بتاخذة لأنها كانت ورا الباب.... مانتبهت ليدها وين كانت تتجه... طاحت يدها على يد احمد.... ارتجفت.... قشعريرة سرت في كيانها وهزتها.... مسكت الكتاب... ولان قواها خارت واختفت وتلاشت في اللاشي ماقدرت تستحمل ثقله.... فطاح منها ويدها لازالت ترتجف....
نزل احمد ياخذها وباابتسامة عادية : ندى وش فيك؟... وبمزح لهالدرجه ثقيل!!...
توهجت في خدودها حمرة خجل.... وبهمس مرتجف : لا مافيني شي... اسفه
رفع الكتاب.... وبلحظة نسى كل الحواجز اللي بينهم... مسك يدها وحط الكتاب فيها..

هي وش اقولكم عنها... اللمسة هذي نزعت قلبها من مكانه وجففت عروقها... الدم اللي بجسمها هرب كله لوجهها وصار اشبه بالجمر المتوهج.... حرارة شديدة... وحمرة مشعة تحرق كل شي حولها حتى نسمات الهوا...
اما احمد ظل ماسك الكتاب ويدها مع بعض...
وقال والابتسامة مافارقته : انتبهي لايطيح منك.... معليش هو ثقيل عليك انتي... عارفك ناعمة من وانتي نونو.... بس استحملي لما توصلين جوا البيت.... ونصيحة مني ارميه في وجه فهد...  اوكي؟... مااوصيك... ؟
كان يقصد بكلامة الدعابة... ورد ندى كان الجمود بكل ماتحمل هالكلمة من معنى.... تصنمت في مكانها... روحها انسحبت منها....
دعت ربها بدواخلها  في ذيك اللحظات يعطيها قوة ولو بسيطة تقدر فيها تسحب من بين يدينه.... كانت ذيك اللحظات قاتله بالنسبة لها... خذت نفس عميق بدوم صوت... وقالت بهمس خافت : قلت لك.... انا اسفة...
ضحك احمد : ههههههههههههههه... ماصار شي.... بس بليز مثل ماوصيتك الكتاب ارجميه في جبهة اخوك... (ترك يدها... وندى ماصدقت حضنتها بسرعه هي والكتاب )...
ويالله تصبحون على خير... وسلميني عالوالد وخالتي..
ندى : ان شاء الله يوصل... مع السلامة..
سكرت الباب.. وماتحركت الا لما سمعت حس سيارته تروح وتبعد... ظلت واقفة بمكانها وماسكة يدها وحاضنتها.... مهي مصدقة اللي صار... وتحس بقلبها يتراقص....
ياربي اللي صار حلم ولا علم...
حست ان ماودها تدخل للبيت... توجهت للحديقة وجلست على طاوله... رجع شريط الموقف يمر في بالها... وهي تحس قلبها يفيض حب... حب اكثر من قبل.. بس للاسف اللي حدث كشف لها حقيقة مؤلمة عصرت قلبها بلا رحمه...
كانت شوق بالصاله تتابع نفس الفلم... انتهى اخيرا... رفعت يدها تشوف الساعه... لقتها 11:30..... غريبه ندى لها طالعه اكثر من ثلث ساعه ومادخلن وين راحت هالخبلة.... كل هذا عشان تاخذ كتاب....!!! ؟
حست بقلق عليها... قامت تشوف وينها... طلعت للحوش... مالقت احد عند الباب........
يمكن رقت وانا مانتبهت لها.... لفت راجعه لداخل... لكن استوقفها نور خفيف من جهة الحديقة متسلل بخفة بين الظلام.... راحت تستطلع....
شافتها جالسة ومسندة راسها عالطاولة والسكون حولها مخيم.....
استغربت... راحت لها بهدوء... ولما وصلت...
شوق : دونا وش فيك؟!
رفعت راسها لها.... كان مبين على وجهها مزيج من الفرح والحزن بنفس الوقت
استغربت شوق من هالتعابير المختلطة : هوو ندى... صار شي؟!
ندى بابتسامة فرح حزينه : لا ماصار شي... ليش انت شايفة شي!؟
تقدمت شوق وجلست عالمقعد قدامها : ايه شايفة... شكلك منتي على بعضك... ومن طلعتي ماعاد رجعتي....
تنهدت ندى بضيق : لاتخافين مافيني شي.... بس احتجت اقعد بالحديقة..
شوق وهي تتفحص وجهها وباابتسامة : ندى... وش اللي صار مع احمد؟!
ندى ضحكت ضحكة باهتة ماقدرت تخبي الحزن المغشي وجهها : لهالدرجة مبين علي؟!
شوق : مررررة...
نزلت ندى نظرها للارض وبدت ترجع لها شريط الأحداث : شوق... احمد قال لي عمري....
شوق ظلت ساكته فتره :.... نعم.... (وبغير تصديق) قالك ياعمري؟!..... هههههههههههههههههههه..... وانا اقول ورا البنت ذايبة ورايحة فيها..
ندى بترجي : شوق لا تضحكين... اكلمك من جد انا.... وبعد.... مسك بيدي... ورجعت الحمرة تلون وجنتيها برغم الحزن العميق...
وقفت شوق عن الضحك ورجعت لنبرتها الجادة :..... مسك يدك؟؟!!.... وش معناته كلامك هذا.... يحبك؟!
ندى تنهدت وملامحها يزيد فيها الحزن :........ لا.......
شوق استغربت : ياعمري.... ومايحبك؟؟... ماتجي هذي؟
ندى والحزن يزداد.... ويبدأ يفيض من عيونها على شكل دمعه : قالها بعفوية ومن دون قصد... معناته مايقصدها..
شوق حست بالاحزان اللي بدت تلف حول ندى... فقالت تواسيها : ندى انت وش دراك.... يمكن كان يقصدها
ندى بدت الدموع تلمع بعيونها اكثر : لو كان يقصدها كان طلع ولو شوي ارتباك... بس لانه مايقصدها كان الأمر عادي عنده... اعرفه... يقولها دايما لخواته ولامه مجاملة... مارح اكون احسن منهم... هذا أحمد وانا اعرفة واعرف كلامه.... وبعدين.... وبعدين اللي يحب ما يتكلم بهالطريقة... اللي يحب تظهر عواطفه في كلامه... بس اللي شفته منه الحين يقول العكس... وحتى لمسته... كانت جافة... ماحسيت فيها ذرة حب وحدة....
اللي يحب ياشوق تكون لمسته دافية حنونه لكن اللي صار... (سكتت وماقدرت تكمل )
شوق برقة : وانت ضايق صدرك.... لان معناة هالصدفة اللي صارت انه مايحمل لك اي مشاعر...
نزلت ندى راسها وبدت دموعها تنزل بهدوء...
شوق انكسر خاطرها عشان ندى... قامت وجلست جنبها... خذت راسها وحطته في حظنها.... هذا كان شعوري من اول... وكنت دايما احاول أوضح لك هالجانب لكن انتي كنتي باستمرار تصدين عن هالفكرة..
مسكينه ياندى.... تحبين.... وبنفس الوقت تتعذبين....
مااقول الا يابخت اللي تحبينه
شوق وهي تمسح على رأسها : خلاص ندى.... لا تحطين هالموقف ببالك... اللي صار مارح يكون نهاية المطاف... ماتدرين وش المستقبل مخبي لك... يمكن تحصلين اللي احسن من أحمد بمليون مرة....
ندى بصوت مخنوق بالعبرات والدموع : بس انا احبه هو....... احبه... مقدر افكر بغيره...
شوق : ندى انت بنت قمر... والف من يتمناك... يمكن مايكون احمد مناسب لك... لا تعلقين نفسك به اكثر... فكري بشكل صح..
هزت ندى راسها برفض بحضن شوق : مااقدر ياشوق... مااقدر... هو مالك قلبي وكياني كله...
سكتت شوق... اكيد مارح تقدرين... حبيتيه من 5 سنين... طبيعي ماتقدرين تنسينه بسهولة.. أو يمكن مستحيل خاصة وانه قريب منك... بس لازم تحاولين
ظلت تربت على رأسها بحنان....
فضلت شوق الصمت.... وندى ظلت تبكي وتجهش بصمت ايظا....
شوي الا وجا نايف يركض من بعيد.... قطع عليهم سكونهم : ندى...... شووووووووووق...
قامت ندى من حضن شوق... وجلست تمسح وجهها من آثار الدموع...
وصل نايف : يالله ابوي جا.... والعشا قاعدين يحطونه...
ندى ظلت ساكته... وشوق اللي ردت عليه : خلاص نايف... شوي وجايين... خذ هالكتاب ووده لاخوك فهد.... واحنا بنجي بعد شوي...
نايف ويده على خصره : ليييش... وش عندكم؟
شوق بمزح : نيوف بلا لقافة... ترا مافيه بيوقلز... رح ود الكتاب لاخوك... واحنا بنلحقك بعد شوي
نايف : لا لا خلاص.... مادام فيها بيوقلز بروح... خذ الكتاب وفحط راكض جوا البيت... التفتت شوق لندى : يالله ندى انسي... وتعالي نتعشى..
ندى وعيونها عالنافورة بحزن عمييييق يشع منها : لا شوق ماشتهي ... تعشي انت
شوق : لا... انا مارح اكل ولا لقمة الا وانت معي...
ندى عرفت انها مارح تخليها... ولأن وضعها مايسمح لها تجادل قامت معها... ولما وصلوا لباب الصالة...
شوق بمزح : ندى روحي غسلي وجهك.... لا تطلعين لهم كذا... ترا والله بيرتاعون... بيقولون وش اللي قلب قمر بيتنا لهالشكل...
ضحكت ندى غصب عنها... وراحت للحمام وهي ساكته... مبين عليها ان بالها مازال يشتغل في حب حياتها....
اما شوق راحت وجلست على طاوله جنب عمها... ولا كان فيه احد غيره
ابو فهد بحنيته المعتادة : هلا هلا... هلا بعيوني...
شوق : هلا فيك...
ابو فهد : وين ندى اجل مانزلت؟...
شوق : لا ندى الحين جايه...
دخلت ام فهد شايله صينية المعكرونه معها منى شايلة صينية الفطار.... بعدها دخل نايف وفهد.... وبعدهم ندى....
ابو فهد : هلا ببنتي ندى.... تعالي عمري جنبي راحت له ندى مبتسمة.... ابوها يدخل البسمة لها دايما... جلست قبال شوق اللي ارسلت لها بسمة يمكن تنسيها اللي صار قبل شوي....
بدوا عشا.... وكالعادة سواليف وضحك..... مصدرها الأساسي ابو فهد....

غارقات في دوامة الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن