الفصل التاسع 1❤️

6.5K 197 21
                                    

#الفصل_التاسع الجزء الأول
#اتفاقية_زواج

بمجرد أن تخطئ، سـ ينسى الجميع أنك كنت رائعا يوما.
(نجيب محفوظ)***
____________________________

نظر إليها بصدمة ممزوجة بغصة تشكلت في قلبه من رؤية دموعها المُنهمرة.. زادت غصة قلبه عندما تحركت قدماها بعدم وعي منها وجلست على الأريكة الموضوعة بغرفة مكتبه..توقفت أنفاسه الغاضبة وحلت محلها أخرى مُنصتة عندما بدأت بقص ما حدث لها قائلة بصوت مخنوق من أثر شهقاتها التي أخذت في العلو_لما صالح جوزي مات.. أهله كانوا مصممين يجوزوني لياسر أخوه.. بس أنا مقدرتش أوافق..مقدرتش أهرب من سجن لسجن.. ذل لذل تاني..
فـ رد فعلهم كان إهانة وبهدلة وحكم إنهم يبعدوني عن ابني.

تطلعت إلى عمر بخوف وكأنها ترى ما حدث منذ الخمس سنوات أمامها مرة أخرى..ضربها واهانتها..مساعدة والدها لها ولأول مرة حتى استطاع أن يساعدها بالهرب من أهل زوجها فكان القدر ضده ودعسته سيارة ولقى حتفه بالحال.. آخر وصية له لأمها أن تأخذ سبيل وتهرب وبالفعل هربت هي وأمها تحتضن عز في خوف ووجل من أن يلحقوا بها..تتلقفها كل بلد تارة حتى استقرت بحارة فقيرة بحي من الأحياء الشعبية بالقاهرة..ولكن كان للقدر رأي آخر..فـ عائلة زوجها قد تركت الإسكندرية مُتجهة للقاهرة بعدما علم الناس بهروب زوجة ابنهم الكبير!

انتهت سبيل من قص حكايتها على عمر الذي أصابه الاشمئزاز والتقزز من هذه العائلة بل وأصاب قلبه طنين مغناطيسي أراد أن يفتك بهم جميعا! فمن هم حتى يفعلوا بها هذا..تلك الوردة البرية ذات الأعين السوداء كـ غزال شارد قد لقت الكثير وعلى يد من؟! أيدي أُناس اُنتزعت من قلوبهم الرحمة.

كاد أن يُكمل وصلة سبابهم في عقله ولكنه انتبه لصوت
سبيل الذي أكمل قائلا_كنت فاكرة إني كدة هربت منهم..مكنتش أعرف إن ياسر بقى غول للدرجة دي..كان عارف مكاني فين ومقالش لأهله لأنه مش عاوز يتجوزني أصلا..هو كل اللي يهمه الورث وإن عز مياخدش نص الشركة بحكم إن والده من مؤسسيها.. مر أربع سنين واتفاجئت بيه من حوالي تلات أسابيع قدام بيتي وهو بيقولي بكل ثقة أنا عارف مكانك من زمان بس شايلك لـ عوزة وجه وقتها..طلب مني اجي أقدم هنا على شغل سكرتيرة ليك عشان أنقل له أخباركم بس والله من وقتها ما حاولت أتواصل معاه أو أقول له حاجة..كل شوية هو اللي يتصل فـ أقوله إني معرفش حاجة عنكم بحكم إني لسة جديدة هنا..لحد امبارح اتصل بيا وطلب مني..

نظر إليها عمر بتساؤل وهو ينتظر قنبلة موقوتة تُهدد حياتهم فقالت سبيل بتوتر وهي تطرق رأسها أرضا_طلب مني إني أحاول أقنع ريم انها تسيب الشغل هنا.

هتف عمر بصدمة قائلا_ريم! وهو دخله إيه بيها؟!

هزت سبيل كتفيها بعدم معرفة وهي تقول_معرفش..هو طلب مني كدة وقفل.

مسح عمر على وجهه عدة مرات وهو يتحرك يمينا ويسارا لا يعلم بالضبط أين يذهب أو ماذا يفعل.. فأول امرأة دق لها قلبه اتضح أنها كاذبة..محتالة..مظلومة أو بالأحرى ظالمة..عصفت أفكار عدة برأسه وهو ينظر إليها نظرة سوادوية اتضحت من تغير حدقتيه..نظرة أعلمت سبيل أنها كانت بمكانة وأصبحت بمكانة آخرى الآن.. الكذب ملوش رجلين.. جملة قالتها والدتها لها زمانا وعرفت معناها الآن..تمنت لو اعترفت له بالحقيقة من البداية ولكن عقلها الصغير وتفكيرها المحدود لم يفلحا في هدايتها لذلك الحل.. خسرت سبيل وخسر قلبها..وربح ياسر ككل مرة!

إتفاقية زواج(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن