#الفصل_الأول
#اتفاقية_زواج
___________________________"لطالما كان مفهوم الثأر يكمن في دماء وقتلة والكثير من المشاكل التي تتضاخم لدرجة أن الموت أصبح أهون من التفاهم والمسامحة،فـ تبدأ القصة دائمًا بكره بين الطرفين يتحول لضغينة خفية في ارتكاب ما حرمه الله من سفك الدماء، أما هنا فكانت البداية هي الحب ولسبب ما يتعلق بقلوب المحبين تحول لأطنان من العشق الأسود المُحترق بنيران الكره!"
"في البداية أهلًا بك في مسرح الأحداث وهي قرية بسيطة تابعة لمحافظة من محافظات الصعيد، بالأخص في قسم هذه القرية، يجلس مأمور هذه البلدة وهو عاقد حاجبيه يفكر مليًا في كافة المشاكل التي تواجه القرية ليس من الآن ولكن منذ أكثر من ثلاثين عامًا، أراد أن يغير الكثير هنا ولسبب وجيه قد تغير هو، فـ تطبع بطباعهم وعرف مداخلهم، وأهم مدخل لهم هي الدماء، دماء عائلتين اجتمعتا ذات يوم على مائدة طعام واحدة ولم تلبثا غير ساعة من نهار أكلا كل منهما
الآخر لحم أخيه ميتًا !"نهشت الحِمية في عقله كالصقر الذي ينهش في لحم فريسته، حِمية المدافعة عن دماء هذه القرية وأهلها البسطاء حتى لو كان الثمن التخلي عن منصبه الذي ليس له محل من الإعراب مادام العرف هو القائم والقانون مجرد مساعد له، أراح يده على سطح مكتبه وهو يرتشف آخر رشفة من فنجان قهوته بالتزامن مع دخول العسكري الخاص به يخبره بوصول أول ضيوفه فـ أومأ له في إشارة لإدخاله وفي قرارة نفسه يتمنى سرعة التخلص من هذا اليوم الطويل"
قام المأمور يحيي الضيف المنتظر قائلًا ببشاشة: أهلاً، شرفت يا سليم بيه.
"تقدم منه رجل لم يظهر عليه التقدم في العمر إلا في بعض الشعيرات البيضاء التي تغطي خصل شعره وذقنه المشذبة بعناية مع أعين سوداء كـ سواد الليل وجلباب يوازي سُمرة عيناه وبشرة خمرية مع عصاه الأبنوس الموجودة بيده اليمنى مع احتلال خاتم أسود ذو فص بني يكاد يميل للعسلي في بنصر يده اليسرى، فهو سليم المنشاوي صاحب الخامسة والخمسون عامًا كبير عائلة المنشاوية التي تحتل نصف القرية والقرى المجاورة أيضًا وهو الطرف الأول في النزاع القائم بين عائلة المنشاوي وعائلة الراوي صاحبة النصف
الآخر من القرية."صافحه سليم بمودة قائلًا بمرح مصطنع: إيه يا سيادة المأمور، هي اجتماعات العائلات بقت في القسم ولا إيه؟
أجابه المأمور بامتعاض وسخرية واضحة: والله يا سليم بيه مبقتش عارف أجتمع بيكم فين، ابعت لسليمان بيه يقولي اللي عاوزني يجي ليا وحضرتك كمثل، فقولت القسم أسلم حل.
تلفت سليم حوله نفسه مُتشدقًا بتعجب: وهو فين ابن الراوي، أنا مش شايف غيري هنا!
: انا جيت يا إبن المنشناوية.
"ارتفع صوت جوهري مع وقفة صاحبه على عتبة الغرفة ينظر لخصمه بكره دفين لم يستطع الزمن أن يُخفيه أو يُقلل من حدته، تقدم منه مع صوت رفرفة عباءته الصوفية المزركشة والمصنوعة خصيصًا له بلونها الأبيض الساطع مع جلباب ناقض بياض العباءة بلونه الأسود مع عمة سوداء أخفت علامات الكِبر في شعره الذي تنحدر مقدمته على طول استقامة مع أنف معقوف وأعين زمردية وشفاه غليظة تبتسم بتهكم واضح لمن يقف أمامها، اختال في مشيته حتى وصل أمامهما فضرب بعصاه العاج على أرضية المكتب حتى كادت أن تهتز من شدة الضربة، ضربة أجفل على إثرها المأمور وهو يشاهد انبثاق أعيرة نارية من أعين الماثلين أمامه،فـ تنحنح ليُجلي صوته وآثر السلامة وهو يشير لـ كليهما بالجلوس: اتفضل يا سليمان بيه، ارتاحوا يا جماعة، في موضوع ضروري عاوز أتكلم معاكم فيه.
أنت تقرأ
إتفاقية زواج(مكتملة)
Romantizmالمقدمة. "لطالما كان مفهوم الثأر يكمن في دماء وقتلة والكثير من المشاكل التي تتضاخم لدرجة أن الموت أصبح أهون من التفاهم والمسامحة،فـ تبدأ القصة دائمًا بكره بين الطرفين يتحول لضغينة خفية في ارتكاب ما حرمه الله من سفك الدماء، أما هنا فكانت البداية هي ا...