إتفاقية زواج(مكتملة)

الفصل العاشر ❤️

#الفصل_العاشر
#اتفاقية_زواج

جماعة ماتبخلوش برأيكم لأنه مهم والله.. للأسف مش بشوف آراء كتيرة في الراوية ولا حتى مناقشات وده بيزعلني والله💔💔
____________________________

الكثير من الأحلام، والكثير من خيبات الأمل، والكثير من الوعود، وفي النهاية، كل شيء يتبخر ولا يبقى شيء.
(هاروكي موراكامي)***

إن استطعت أن ترد السيئ بـ الأسوأ فـ يُقال أنك الأقوى! مبدأ بالحياة في نظر كل من يرى نفسه الأفضل بين الجميع..هو لم يرى نفسه الأفضل يوما..بل كان يعتقد أن هناك شيء ما ناقصا به.. شيء غير مكتمل ولن يتكمل إلا بدخول الحقيقة حياته.. أراد أن يعرفها وأراد أن يكتشف ما أخفاه عنه القدر..وها قد عرفه والسؤال الأهم هنا..هل ارتاح؟!

يقولون دائما أن الحقيقة المؤلمة خير من الخيال اللذيذ..وهو ولا ذاق حلاوة الخيال ولا استمر في الآلام الحقيقة..هو حاله كحال الجميع بالمنتصف..ماهو هنا ولا هناك..هو بمنتصف الطريق..ينتظر إشارة مرور تُرجعه للماضي أو تنقله للمستقبل!

رمى سيجارته عندما أحس بها بجانبه تقرأ الفاتحة وهي تقف على القبر الذي يقف أمامه..كل شيء تم سريعا..من طلبه لطبيب ثقة ونقل والدته للمشفى والضغط على الطبيب بمركزه لإخراج تقرير طبي بأن وفاتها كانت بسبب هبوط حاد بالدورة الدموية.. وبالفعل خرج بـ جثمانها صباحا ودفنها وحيدا كما هو حاله منذ بداية عمره! غريبة هذه الدنيا.. تأتي بها وحيدا وتغادر وحيدا.. ألا تظن أن هناك حكمة بذلك؟!

وضع يديه في جيبي بنطال حِلته السوداء كحال نظارته الشمسية التي تُخفي عينيه الدامعة وهو ينظر للقبر بشرود اقتطعته ياسمين عندما قالت:

_مكنتش أعرف إنك بتدخن؟!

رد عليها بصوت أجش دون أن يلتفت إليها:

_في حاجات كتير متعرفيهاش عني.

ومن ثم أكمل بصوت اخترق أذنيها من فِرط انكساره قائلا:

_زي مثلا اللي انتي واقفة قصاد قبرها دلوقتي هي أمي اللي دفنتها من ساعة واحدة.

نظرت إليه بدهشة شلت أطرافها..دهشة امتزجت بـ شفقة عندما لاحظت تلك الدمعة اليتيمة التي أزالها سريعا محاولا إخفائها! غبي من قال أن الرجال لا يبكون؟! فـ بكاء الرجال أشد قوة.. أشد رهبة.. وأشد ألما.. فإن رأيت رجلا يبكي فـ اعلم أنه حاول كثيرا وقاوم نفسه الضعيفة مرارا وتكرارا ولكنه عندما أزفت ساعة الصفر أجهش بكاءا دون أن يشعر!

طرقت رأسها أرضا مع دموع عينيها هي الأخرى وكأنها تُشاركه حزنه الذي يحاول أن يُخفيه طويلا ولكنه بالنهاية بشر والبشر ضعاف!

فـ سمعته يهتف باسمها..ارتفعت بنظراتها إليه فقال بجمود:

_انا طلبتك هنا عشان دي هتكون اخر جلسة علاج ما بينا.