#الفصل_الحادي_عشر
#اتفاقية_زواج
_________________________________الأهم من كلّ شيء هو ألاّ تكذب على نفسك. الرجل الذي يكذب على نفسه ويستمع لكذبته سيصل إلى مرحلة لن يتمكّن بعدها من تمييز الحقيقة في داخله أو من حوله، وهكذا سيفقد كلّ احترامه لذاته وللآخرين. ومع افتقاده للاحترام، سيتوقّف عن الحب"
(دوستويفسكي)***جلست مكانها تفكر كـ حالها كل يوم..فقد مر على رحيله ثلاثة أيام..ذاقت بها الكثير..فهي وفي قرارة نفسها كانت تعتقد أنه بالشخص العادي الذي مر في حياتها..عدة أيام وسـ تنساه..نست وعدها له ولـ نفسها بالبقاء على العهد ولكن قلبها لم ينسى..فـ صورته النهائية التي رأتها عليه في آخر لقاء بينهما ظلت تُحاوط قلبها وتُجبرها على تذكره.. أغلقت عيادتها الخاصة وجلست بـ شقتها وحيدة لا تُكلم أحد..حتى عمر الذي بدأت علاقتها معه تؤتي ثمارها وبدأ في التقرب منها وقص عليها كل ما يعتمر قلبها قد ابتعد عنها بعدما رآها مع خالد في ذاك الموقف المُحرج!
زفرت باختناق وهي تشعر بالوحدة..فـ ندى أيضا قد سافرت لإكمال تلك الزيجة وقد انقطعت أخبارها عنها.. فكرت بضع لحظات بالاتصال بيوسف ولكن أناملها قد توقفت عن العمل وهي تنهر نفسها بشدة.. فآخر لقاء بينهما لا يوحي بأي خير بل لا يوحي بأن صداقتهما سـ تستمر!
انقطعت وحدتها عندما تعالى رنين الجرس..فنظرت إلى ساعتها باستغراب..فالوقت قد تعدى منتصف الليل..فمن سيأتي بهذا الوقت؟!
لملمت شالها الصوفي الثقيل حول جسدها وهي تنظر من العين السحرية فرأت شقيقها هو من يضرب الجرس!
أسرعت بفتح الباب وهي تهتف به بخوف:_عمر.. في إيه؟!
تنحنح عمر بخفوت وهو ينظر عن يمينه وقال بهدوء يُطمئنها:
_مفيش حاجة يا ياسمين..بس ممكن ادخل؟
أفسحت له المجال وهي تتنحى جانبا فـ فاجئها بقوله:
_بس أنا مش لوحدي.. معايا ناس.
أومأت له بـ ترقب وهي تنظر لمن تقدم عمر يقف أمامها.. فوجدت طفل صغير على مقارب البلوغ..ويُمسك بيد امرأة قصيرة ترتدي نقاب أسود وجلباب أسود..وبجانبهما يوجد امرأة أخرى ترتدي حجاب وجلباب ومن الواضح عليها علامات الإعياء!
نظرت لعمر بـ استفهام فهمه.. فنظر إليها بتوتر وهو يقول:
_مش هتخلينا ندخل؟!
هزت رأسها بشرود وهي تدعوهم بدعوة خفية من يدها..فدخلوا جميعا..فأسرعت هي بـ امساك يد عمر وهي تضغط عليها قائلة بتساؤل:
_مين دول يا عمر؟!
_هفهمك بعدين..بس ممكن تدخليهم في الاوض الفاضية اللي عندك عشان يرتاحوا.. لأنهم تعبوا أوي النهارده.
أومأت له بالايجاب وهي تدعوهم لصعود السلم المؤدي للطابق الثاني..وتركت عمر يجلس على الأريكة وهو يضع يديه على عينيه لكي يُخفي إرهاقهما ولكن قبل ذلك نظر إلى سبيل نظرة طويلة لدرجة أنها أشاحت وجهها عنه حتى لا يلحظ أحد ولكن قد فات الأوان فقد لاحظت ياسمين نظراتهما !! فعرفت أنها هي اللي كان يُناديها في نومه !
أنت تقرأ
إتفاقية زواج(مكتملة)
Romanceالمقدمة. "لطالما كان مفهوم الثأر يكمن في دماء وقتلة والكثير من المشاكل التي تتضاخم لدرجة أن الموت أصبح أهون من التفاهم والمسامحة،فـ تبدأ القصة دائمًا بكره بين الطرفين يتحول لضغينة خفية في ارتكاب ما حرمه الله من سفك الدماء، أما هنا فكانت البداية هي ا...