«الفَصْــل الــعَـاشِــر :فَـقَـدَتْ وَعْيهَا»

968 72 28
                                    

﴿ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ [الدخان: 12].
*******

صوت طرق على باب منزل عز الدين ،تليها صوت فتحه بواسطة مُنى ،التي ما أن فتحته أتسعت أبتسامتها عندما رأت شقيقها الكبير ،وفي ثوانِ كانت تلقي نفسها في احضانه تقول بإشتياق :
"وحشتني اوي يا شادي"

شدد شادي من عناقها قائلًا بحنان اخوي :
"وانتِ اكتر يا حبيبة شادي "

ابتعدت عنه منى تسأله بحماس :
"هتقعد معانا خلاص؟!"

نفى شادي بوجهه قائلًا :
"لأ بس جاي اعمل حاجة مُهمة "

قالت مُنى بإستغراب :
"هي ايه!؟"

"مين يا مُنى"

نبست بها غالية وهي تقترب من الباب لتُبصر شادي الواقف امام باب المنزل ،نظرت له بإشتياق وحنين وهو اقترب منها وهي ظنته سيسامحها ويحتضنها ،ولكن خالف ظنها عندما تجاهلها وكأنها سراب وكان يسير بهدوء ورأى والده الذي كان يجلس على الاريكة و يومأ له بأمان ...

اعطاه شادي إبتسامة هادئة ثم اتجه لغُرفة محمد وقام بفتحها بقوة حتى انتفض محمد ودون عمد منه وقعت تِلك السموم البيضاء ارضًا ،ابتسم شادي بسُخرية واقترب اكثر ثم قام بإمساك حقيبة بلاستيكية كان يخبأها في بنطاله الاسود ...

وقام بفتح الادراج بقوة وهو يلقي كُل البودرة التي كانت مع محمد ،جحظت عينا محمد بصدمة ثم اقترب من شادي وحاول ايقافه عن ما يفعل ولكن دفعة قوية من شادي ادت الى سقوطة ارضًا ،لم ييأس محمد بل نهض مرة اخرى وهو يدفع شادي ويقول له بغضب :
"انتَ بتعمل ايه!؟ سيب كُل حاجة بقولك ،سيبها يا شادي ملكش دعوة"

لم يهتم شادي لدفعاته ابدًا وكان يركز فيما يفعله ،بينما كانت غالية تقف رفقة منى امام الغرفة يتابعا كل ذلك بصدمة ،وكل هذا وعز الدين يجلس امام التلفاز يأكل بكل استمتاع ولا مُبالاة ،انتهى شادي اخيرًا مما يفعله وتوجه نحو المرحاض ثم قام بإلقائهم داخله دون ان يرمش له جفن ..

بينما محمد قال بغضب وبصوت عالِ :
"انتَ فاكرني كدة هوقف يعني!؟ ،زي ما جبتهم هجيب غيرهم و ولا هيهمني"

«أهـل الهــوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن