«الفَصْل الرَابِع عشر :يلفظ أنْفَاسَهُ الأخِيرة»

945 63 54
                                    

فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف] _________________________________
قال شادي بجمود :
"أنزلّي أنا جنب البيت"

وأغلق هاتفه دون أن ينتظر الرد بينما عند محمد نظر للهاتف بعدم فهم ثم نهض وأرتدى سترته وأخذ مفاتيحه وهاتفه وقبل أن يهبط أوقفته غالية بقولها :
"رايح فين؟!"

"هجيب حاجة من تحت وجاي"

وهبط قبل أن تسترسل حديثها بينما ذهب محمد لشادي ووجده واقف بدون حركة أو حديثه وكأنه إنسان آلي! قال محمد بفرحة ظنًا أن شادي قد سامحه :
"أنتَ سامحتني!؟"

تلاشت إبتسامته وشعر بالريبة آثر حديث شادي الذي قال بجمود :
"أنتَ عارف إني بعمل كل دة علشان صح؟ ولما تخرج إن شاء الله وتبقى عايش بجد يا محمد هتعرف أكتر ،أنا عايزك تعرف إني عمري مهعملك حاجة وحشة ،ولو أنتَ مش بتعتبرني أخوك بجد فأنا بعتبرك أخويا وصاحبي وكل حاجة ،أنا أسـف بس مكنش في غير الطريقة دي!"

قبل أن يتحدث محمد ويُحاول فهم مغزي كلماته شعر بأثنان يُقيدون حركته من الجهتين سُرعان ما فهم! هما سيأخذانه لمصحة الإدمان ! حاول أن يقاوم وبالفعل أستطاع فك قبضة واحد فهبط واحد ثانِ يُساعدهم تحت أنظار شادي وعيونه التي تدمع بغزارة وكأنها سحابة تُمطر !

"لأ سبوني أنتُم موديني على فين!!؟ يا شادي تعالى متسبنيش! يا شادي أنتَ واقف ليه خليهم يسيبوني؟!"

وعندما رآى شادي يقف دون حديث فقط يبكي قال بدون وعي قبل أن يدخلونه الى السيارة :
"أنــــــــا بـــكــــرهـــــــــك!"

هنا ولم تستطيع قدما شادي تحمله أكثر من ذلك وقع أرضًا وكأن قدماه أصبحت رخويتان وذهبت السيارة! ،هبطت دموعه أكثر وأكثر والشتاء يزداد أكتر ! رفع أنظاره يُقابل صوت الرعد و ضوء البرد وبداخله يردف بجملة واحدة فقط ...

أَمَا لِهَذَا اللَّيلِ مِنْ فَجْرٍ ؟!

"قوم يا ابني ،قوم أنتَ عملت الصح"

قال شادي بصوت منكسر وهو ينظر ارضًا :
"قالي بكرهك!"

هُنا وأقترب منه رجل كبير السن الى حد ما يمتلك لحية بيضاء ووجه بشوش للغاية ورغم كبر سنه إلا أنه لا يمتلك أي تجاعيد في وجهه بل وجهه وكأنه في ريعان شبابه مد يده لشادي وأعانه على النهُوض ثم قال بإبتسامة :
"تعالى يلا علشان تروح"

سار معه شادي وكأنه في عالم آخر ثم أوصله منزله ودلف معه المصعد الكهربائي حتى صعد لمنزله ،فتحت ميار باب منزلها ووقفت أمامه تبكي بدون صوت ...

«أهـل الهــوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن