«الفَصْل اَلْثَلَاثُون والأَخِير :الْدَار أَمَــــــانْ»

758 53 37
                                    

﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286].
_________________________________
-ما قبل زفاف ميار و شادي بأسبوع-

"أنزل يا محمد و بلاش جنان"

"مش نازل"

من قال الأولى كانت غالية التي تطالع محمد الذي يقف أعلى سور منزل جده ناصر و يمسك بكوب به عصير لونه كالون الخمر ...

كان الجميع يطالعه بخوف عدا شادي و طاهر الذي يطالعونه بلا مبالاة و إياس المصدوم و إلياس ينظر لهم بملل ...

همس إياس لإلياس بصدمة :
"محمد بيشرب خمرة!"

صحح له طاهر سريعًا بغباء :
"دة عصير تفاح خمرة إيه أنتَ تعبان في دماغك؟!"

ضيق إياس عينه بشك :
"و أنتَ أشعرفك؟"

ردد طاهر و قد شعر بمدى غبائه :
"بتوقع يا أخي بتوقع!"

في حين أكمل محمد حديثه بإصرار :
"مش هنزل غير لما سلمى تصالحني"

صاحت سلمى من الأسفل و هي ترفع حاجبها :
"دة بعينك إنسى"

قال عز الدين بضيق مما يحدث :
"ما تنزل بقى يا ابني و بلاش جنان فرح أخوك فاضله أسبوع عايزين نعمله!"

قال محمد بتهكم من الأعلى :
"يعني دة إلي همّك؟"

ضربت سيدة من السيدات اللاتي يقفن في الشرف كف على كف تردد بحسرة درامية :
"يا حول ولا قوة إلا بالله!! باظو الشباب خلاص! لنا الله"

ضحكت ميار و هي تقول لشادي :
"مالها الولية دي كمان ،دة ماسك عصير تفاح إيده؟!"

ضحك شادي على حديثها و هو يتابع ما يحدث بإستمتاع ،قال محمد مرة أخرى لسلمى :
"أرجعيلي يا سلمى و هنزل والله"

اجابته هي بتهكم :
"هو بالعافية؟"

قال واحد يقف بالشرفة بجانب زوجته و ابناءه :
"ما تسامحيه يا بنتي عندنا شُغل بدري عايزين ننام!"

نظرت له سلمى بعدم تصديق :
"ما تنام يا عمو و أنا ماسكاك!"

ردد الرجل ببلاهة :
"منا عايز أتفرج!"

في ذات الوقت قالت سيدة أخرى :
"هيتعرض إمتى دة يا بنتي؟"

نظرت لها منى بغباء و هي ترد :
"هو إيه دة يا طنط؟!"

اجابتها السيدة ببلاهة شديدة :
"المُسلسل مش أنتُم بتمثلُو؟!"

ضربت منى بيدها على وجهها بينما قال ناصر بغضب لمحمد :
"عاجبك كدة؟ أنزل بقى يا ابني!"

عقد محمد يده بعند :
"مش هنزل غير لما تسامحني و نرجع لبعض"

نظر ناصر لسلمى يقول :
"سامحيه يا بنتي بقى!"

«أهـل الهــوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن