«الفَصْل اَلْرَابِع وَ اَلْعِشْرُون :اَلْقَلْب مَسْكَنَهُ»

749 56 36
                                    

{ لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ } _________________________________
في الصباح
زفر طاهر بضيق و هو يرمق الطريق أمامه و بجانبه سُهيلة تنظر للجانب بحزن ..

نظر طاهر لسُهيلة و قال :
"أنتِ زعلانة ليه مش فاهم أنا!"

"ملكش دعوة"

ضرب المقود أمامه بغضب ثم طالعها بضجر قبل أن يلتفت مرة أخرى للطريق و قال :
"أنتِ متضايقة ليه دلوقتي مش فاهم؟ أنا مالي بالموضوع دة"

نظرت له بغضب و صرخت به :
"أنت زعقتلي يا طاهر! علشان موضوع أنا مش غلطانة فيه"

قال بتحذير :
"صوتك يا سُهيلة و خليكي فاكرة إني زعقتلك علشان صوتك على عليا في الشارع و بعدين أنا يعتبر مزعقتش أصلًا"

قالت له بتحدي قاصدة إستفزازه :
و أنا بقى شايفاك زعقت يا طاهر و ملكش دعوة بيا ،أقولك؟ روح للي كانت قاعدة تبصلك"

زفر و قال بغضب :
"متلمي نفسك يا سُهيلة بقى! أنا مالي بيها ما تبص ولا تتنيل"

"أنا قولتلك يلا نمشي و مردتش"

صاح بنفاذ صبر :
"علشان كنت أتنيلت طلبت الأكل خلاص!"

عقدت ساعديها و نظرت للجهة الأخرى تصيح بغضب :
"طيب ملكش دعوة بيا بقى"

"يكُون أحسن برده!"

********
بينما في منزل الشريف و تحديدًا على سطح المنزل
كانت تجلس سلمى شاردة في الطريق أمامها و هي تتنفس بعمق ،قاطع خلوتها بنفسها صوت تعلمه جيدًا و من غيره الحبيب الذي هجرها و تركها لتفكيرها يردد :
"مُمكن أتكلم معاكِ؟"

قالت بنبرة جامدة تخلو من المشاعر :
"لأ و ياريت تتفضل تنزل علشان مينفعش وقفتنا دي"

قال بنبرة راجية :
"خمس دقايق بس، كُل إلي طالبه منه خمس دقايق!"

صاحت بإنفعال و هي تحرك يدها أمامه :
"خمس دقايق هتقُولي فيهُم إيه؟ هتقولي فيهُم إنك واحد كداب و مُقرف أختارت القرف بتاعك على الناس إلي بتحبهُم؟، أختارت الزفت المُخدرات عليا! ولا هتقُولي قد إيه إنك مظلُوم يا عيني و أنا إلي جاية عليك؟، مفكرتش حتي تسأل نفسك أنا هعمل إيه بعد أما أسيبك؟ مفكرتش هحس إني أنا إلي عملت حاجة غلط خليتك تسبني؟، سيبتني لضميري بيعذب فيا لحاجة معملتهاش ! مفكرتش تسأل عليا لما تسيبني بالشكل دة و أنا مش عارفة حتى أقول لأخويا السبب!"

هبطت دمُوعها كالشلال و هي تطالع دموعه التي تهبط بصمت وهي تشير لنفسها :
"سيبك من كُل دة ،مفكرتش فيا أنا؟مفكرتش في سلمى إلي المفرُوض بتحبها؟ مفكرتش بإحساسي ولا زعلي ولا حياتي بعد ما سبتني بالطريقة دي؟ مشوفتنيش و أنا من غيرك؟!! ،بس أنتَ كان عندك حق في حاجة واحدة يا محمد ،أنا فعلًا مستاهلش واحد زيك أنتَ بني آدم مُقرف و ندل، أبعد عني بقى و سيبني في حالي يا أخي!"

«أهـل الهــوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن