«الفَصْل اَلْخَامِس وَ اَلْعِشْرُون :مُفاجأة»

695 52 25
                                    

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ}
_________________________________

في الصباح
هاتفت منى إياس بملل شديد و كادت ستذهب من أمام جامعتها و لكن رد إياس و أخيرًا فقالت بحنق :
"والله يا أستاذ؟ هتذل إلي جابوني علشان توصلني؟"

رد إياس عليها بتبرير صادق :
"والله يا منى الشُغل كله كان فوق راسي ،المدير الله يهده مستقصدني بقاله فترة طويلة بصي مش عايز أدوشك قديني رُبع ساعة و هكون قُدامك"

تنهدت ثم عادت مرة أخرى لمقهى الجامعة تنتظر قدومه و بالفعل صدق في حديثه و كان بعد ربع ساعة يقف بسيارته أمام جامعتها فصعدت بجانبه و قالت :
"ها هتأكلني إيه؟"

توسعت عيناه بصدمة و قال :
"إيه يا بت بجاحتك دي! عايزة تطفحي إيه أنتِ؟"

قالت منى بإبتسامة:
"نفسي في مكرونة بشاميل"

"لأ أنتِ مش قاعدة قُدام الشيف حسن ،أطلبي حاجة أجبهالك من الشارع"

قالها بتهكم فقالت بضيق :
"هات بطاطس سوري و عصير قصب "

لم يرد عليها بل قاد سيارته نحو المطعم الذي يبتاع المأكولات السُورية و جلب لها طعامها و جلب له المثل ،ثم ثم لمحل بجانبه و أشترى مشروبًا لهما ...

لم يمر عشر دقائق و جلس بجانبها في السيارة ثم وقف في مكان بجانب النيل و سألها بهدوء :
"إيه بقى إلي مخليكي مخلياني أجي أخدك و أكلك ولا كأنك بنت أختي"

قالت بإبتسامة باردة :
"هتغاضى عن قلة أدبك و هجاوبك ،مفيش حد في البيت بصراحة شادي في شغله و ماما عند الخياط بتعمل حاجة و محمد بيدور على شُغل و بابا سافر إنهاردة في مأمورية فبالتالي ماما مش هتعمل أكل إنهاردة هتقولي ليه هقولك أصل هي مش بتعمل أكل يوم ما بابا بيسافر مع إنه بيسافر يومين ولا حاجة و يرجع بس ماما حبيبتي بتحب الدراما أو بتاخدها حجة علشان ترتاح ..."

صمتت و لم تكمل حديثها و رمقت الذي ينظر لها بإهتمام شديد و قالت :
"إنتَ إزاي مقولتليش بطلي لك و كدة؟"

قال إياس بعفوية :
"أنا معنديش مُشكلة أفضل طول عُمري بسمعك بتتكلمي بجد، كفاية إني بسمع صوتك"

«أهـل الهــوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن