«الفَصْل الخَامِس عَشر :مُغَادرة البِلاد»

788 61 57
                                    

﴿ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8]
._________________________________
وفي الصباح كان طاهر ذاهبًا إلى عمله ويقود سيارته في هدوء ،حتى لاحظ سيارة سوداء تراقبه من بداية طريقه ،نظر لها بإستغراب و أخذ باله أنها تُحاول قطع الطريق عليه ،لذا و بدون تفكير قام بالإتصال على رفيقه وابن عمه قائلًا :
"شادي أسمعني كويس في عربية بتحاول تقطع عليا !"

فزع شادي وقال :
"ايه!! طيب أنتَ فين دلوقتي؟"

قال طاهر سريعًا :
"أنا في ***** و رايح ...."

قاطعه صوت تهشم السيارة وإنقلابها عدة مرات وصوت صراخ الناس ،نهض شادي من مكانه وهو يصرخ باسم طاهر ،بينما الأخير كانت الرؤية امامه مشوشة للغاية حتى أغمض عينه وهو يشعر بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة!!

هرولت غالية من المطبخ تسأله بخوف :
"في إيه يا شادي؟!"

لم يرد عليها بل أخذ مفاتيح سيارته وهرول نحو المكان الذي قال عليه طاهر في البداية ،وصل في وقت قياسي ثم سار وهو يشعر بقدمه ترتعشان بخوف وقال لرجل كان واقف أمام السيارة :
"هما اخدوه فين؟!"

اجابه الرجل بشفقة :
"اخدوه مستشفى ***** ،أنتَ قريبه!!؟"

امتلأت الدموع عين شادي وهو يهرول تجاه سيارته ويقول :
"أنا أخوه"

ثم قاد السيارة نحو المشفى التي قال عليها الرجل ،وهو يشعر بأن الحياه حوله تنتهي ،رفيقه وابن عمه واخيه هو الأقرب إليه دائمًا ،تِلك هي النهاية!!؟

وصل للمشفى ثم هرول للداخل وقال وللفتاة التي تقف في الخارج :
"في واحد عامل حادثة لسة جاي هنا؟؟!"

قالت له بتفكير :
"في اتنين لسة جايين دلوقتي ،الأتنين في الدور الرابع الطُرقة التانية قسم الجراحة"

اومأ شادي و شكرها ثم صعد للأعلى على قدمه ولم يهتم لوجود المصعد الكهربائي ،وقف يُطالعهم من بعيد ولسوء حظه رأى طاهر مُتسطح على الفراش يغمض عينيه وفي وجهه الكثير من الجروح التي تنزل والممرضين والأطباء يلتفون حوله ويهرولون للغرفة سريعًا حتى يستطيعوا إنقاذه ...

ذهب شادي خلفهم حتى وقف أمام للغرفة التي دلفوا بها وقال بدموع :
"يارب"

«أهـل الهــوى»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن